غزة: محمد عابد: أطلق مركز "الرياديين" الفلسطيني الثقافي في قطاع غزة، مبادرة بعنوان "مناصرة المرأة ضد العنف"، شملت عرضًا تمثيليًا، سلط الضوء على القهر الذي تعيشه المرأة في الوقت الراهن، وفقرة للرسام محمد الديري، حيث قام برسم صورة للفتاة الراحلة إسراء غريب، التي قُتلت في الضفة الغربية علي يد عائلتها، وتخلل حفل إطلاق المبادرة أيضًا فقرة مناظرة إسكتش المعنفات.
العنف ضد النساء دون رادع
قالت مديرة مركز الرياديين الفلسطيني الثقافي، هبة الهندي لـ"الكوفية"، إن فكرة المبادرة جاءت لمناصرة المرأة التي تتعرض للعنف بكافة أشكاله، لافتة إلى أن المركز لاحظ خلال الآونة الأخيرة، قيام بعض الرجال بممارسة العنف ضد المرأة على مرآي ومسمع الجميع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر" دون وجود أي رادع، مشيرة إلى أن ذلك كان سببًا في إطلاق المبادرة، والتي تستهدف تسليط الضوء على أهمية المرأة ودورها في المجتمع، موضحة أن " المرأة هي الوزيرة والسفيرة والأم والأخت، كما أن الرسول صلي الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرًا".
وأضافت "الهندي":" قمنا بتجسيد العنف ضد المرأة، بطريقة جريئة جدًا، حيث ارتدت أربع فتيات فساتين الزفاف، التي تدخل من خلالها المرأة إلى البيت الذي تعتقد أنه وردي، ولكنه سرعان ما يتحول إلي حياة فتاة معنفة، وتتبدل أحلامها إلي كوابيس تلاحقها ليلًا نهارًا".
المرأة نصف المجتمع وتلد النصف الآخر
من جانبها، قالت وزيرة شئون المرأة سابقًا، الدكتورة هيفاء الأغا، لـ"الكوفية"، إن:" المبادرة تمثل حدثًا كبيرًا جدًا، يحمل العديد من الرسائل بدءًا من النقطة التي بدأت بها المبادرة، عبر تقديم أربع فتيات يرتدين فساتين الزفاف الأبيض، مرورًا بالحديث عن العنف الذي تعرضن له بكافة أشكاله وأنواعه، مما يعطي رسائل للجميع، فالمرأة هي نصف المجتمع وتلد النصف الأخر، وهي التي أوصانا عليها ديننا الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم أيضا، فكيف لنا أن نُعنف المرأة وهي من أنجبتنا ؟!إذا كانت المرأة قوية وصلبة فإنها تستطيع تخريج أجيال مميزة للمجتمع، ولكن حين تكون المرأة معنفة، مهانة فكيف سيكون شكل هذا الجيل ؟!".
وشددت د."الأغا"، على أن :" دور المرأة تكاملي تشاركي مع الرجل، فكلاهما يساعد الأخر في بناء المجتمع، ونحن هنا لا نسعى إلي أن نزيح الرجل أو نقصيه ولكننا نسعى إلي الشراكة بين الرجل والمرأة ليكون هناك مجتمع سليم".
الانقسام الفلسطيني السبب
وعن أسباب العنف ضد المرأة، قالت الصيدلانية وخبيرة التجميل، فدوي اللولو لـ "الكوفية" :" إن لكل مرض سبب وعلاج، والسبب هنا هو الانقسام الفلسطيني والحصار الإسرائيلي، وهناك أيضا أسباب داخلية مثل قلة الوعي لدي الشباب وبعض العائلات، ويجب علينا أن نعمل علي تغيير بعض المفاهيم عند الشباب، وتدريس مادة الأخلاق والتربية لما لها من أهمية في بناء المجتمع، وإعطاء دورة للمقبلين علي الزواج تكون بمثابة رخصة زواج ".
وشددت اللولو علي :" دور المساجد والمخاتير والوجهاء في معالجة هذه الظاهرة، وكذلك بضرورة تغير مستوي الوعي لدي الرجل والمرأة".
من جانبها، قالت رئيس مجلس إدارة جمعية الشباب والبيئة، المختارة فاتن حرب لـ "الكوفية":" نحن نعيش في مجتمع شرقي تحكمه العادات والتقاليد، وهذا لا يمنع من ضرورة القيام بحملة توعية تسلط الضوء علي العنف ضد المرأة في مجتمعنا، ويجب أن يكون هناك صحوة إعلامية علي أنواع العنف التي تمارس ضد المرأة حتى ولو كانت حالات فردية، خصوصًا ونحن نعيش في ظروف استثنائية يعيشها القطاع ".
وأضافت المختارة حرب أن:" الدوائر والمؤسسات المعنية بشئون المرأة خلال الفترة الماضية شهدت حراكًا واسعًا بهذا الخصوص علي أمل أن تؤتي هذه الورش والمبادرات والندوات ثمارها ونستطيع الحد من العنف ضد المرأة ".
في السياق نفسه، تحدثت الشابة لورين أبو حليمة، أحد المشاركات في المبادرة، لـ" الكوفية"،عن دورها في المبادرة الذي كان يقتصر علي أن أنها زوجة لرجل شرقي يجب أن تبقي بجانب زوجها، ولا تتركه في يوم من الأيام مهما بلغ حجم الظروف التي يعيشها الزوج.
العنف ضد النساء والفتيات، هو من أكثر أشكال العنف انتشارًا، وهو عنف متأصل ويقوم على الانتهاكات المدمرة لحقوق الإنسان في عالمنا الحديث، ويشكل هذا العنف عقبة تعترض سبل حصول النساء والفتيات على أبسط حقوقهن في الحياة.