القاهرة: أعلن البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، في القاهرة اليوم، السبت، أن ما تمارسه تركيا في سوريا هو عدوان سافر وواضح ينتهك كل القوانين الدولية.
وأكد الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أن مقاطعة تركيا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، هي أمر متروك لكل دولة على حدة، ولا يتفق ميثاق الجامعة العربية على الإلزام طالما لم يتم التوافق بشكل كامل من الدول الأعضاء، لذلك فإن الباب يبقى مفتوحًا لكل دولة في اتخاذ ما تراه مناسبًا لمصالحها مع الجانب الآخر.
وكانت كل منا قطر والصومال أعلنتا تحفظهما على البيان الختامي، ما يعرقل اتخاذ موقف عربي مواحد إزاء العدوان التركي السافر على الأراضي السورية.
وقال ابو الغيط، إن مسألة عودة سوريا لأحضان الجامعة، لم تتحدد بعد لأسباب أهمها أن الجامعة لم تتلقَ طلبًا مكتوبًا من إحدى الدول الأعضاء بهذا الشأن، إذ أن عودتها تتطلب إجراءات يسبقها طلب مكتوب، كما كان تجميد عضويتها وفقًا لإجراءات أعقبت طلبًا مكتوبًا، مشيرًا إلى أن سوريا نفسها عليها مسؤولية مهمة وخاصة في سبيل استعادة مقعدها بالجامعة.
من جهته أعلن وزير خارجية العراق أن بلاده سوف تتقدم بطلب في هذا الشأن، يتم بموجبه عقد اجتماع طاريء للجامعة لمناقشة عودة دمشق لأحضان الجامعة.
وقال البيان الختامي، الذي ألقاه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنه تقرر النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي على سوريا بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.
وأدانت جامعة الدول العربية، العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقًا واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وخاصة القرار رقم 2254.
واعتبرت، العدوان التركي تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا على أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وطالبت في قراره تركيا بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية، مشددًا على أن هذا العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية.
كما طالبت باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية.
وأكدت الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى "بالمنطقة العازلة"، باعتبار أن ذلك يمثل خرقا للقانون الدولي ويدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة والمحاسبة القضائية الدولية لمرتكبيها، ويشكل تهديداً خطيراً لوحدة سوريا واستقلال أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي.
وجددت التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بوقف تلك المحاولات وفرض التزام تركيا بقواعد القانون الدولي الإنساني طالما استمر عدوانها على سوريا، وتحميل المسئولية في هذا الصدد لكل من يتورط في انتهاكات أو جرائم ترتكب خلاله.
وحملت تركيا المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم داعش الإرهابي،لممارسة نشاطها في المنطقة، مطالبا مجلس الأمن في هذا الإطار باتخاذ كل ما يلزم من تدابير بشكل فوري لضمان قيام تركيا بتحمل مسؤوليتها في هذا الخصوص ومنع تسلل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى خارج سوريا.
وكلّفت، الأمين العام لجامعة الدول العربية بإجراء اتصالات مع سكرتير عام الأمم المتحدة لنقل مضمون قرار مجلس الجامعة وتوزيعه على أعضاء الأمم المتحدة كوثيقة رسمية، والنظر في ترتيب زيارة لوفد وزاري عربي مفتوح العضوية إلى مجلس الأمن لمتابعة الأمر والعمل على وقف العدوان التركي على الأراضي السورية.
كما تم تكليف المجموعة العربية في نيويورك ببحث سبل التصدي للعدوان التركي داخل مختلف أجهزة الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن، ورفع توصياتها لمجلس جامعة الدول العربية في هذا الشأن في أسرع وقت ممكن.
كما أكدت وحدة واستقلال سوريا والتشديد على أهمية البدء الفوري في المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، خاصة في إطار اللجنة الدستورية التي أعلن عن إنشائها مؤخراً، لتطبيق العناصر الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية وإنهاء معاناة أبناء الشعب السوري.
وقرر المجلس الموافقة على إدراج بند "التدخلات التركية في الدول العربية" كبند دائم على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وتشكيل لجنة لمتابعة الأمر.
وعقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم السبت، اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية برئاسة العراق، لمناقشة التوغل التركي في الأراضي السورية.
وكان مجلس الجامعة قد علق، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، عضوية سوريا، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد.