بداخل مكان متواضع، يعملن عدداً من النساء في إعداد وجبات مختلفة للأسر المتعففة، استعداداً لتوزيعها قبل آذان المغرب خلال شهر رمضان المبارك، في شمال قطاع غزة، باسم "بنك الطعام الخيري".
تقول صابرين سلامة، وهي المشرفة على بنك الطعام الخيري، إن هذا النشاط عبارة عن مبادرة ذاتية تم إطلاقها في شهر رمضان من العام الماضي، واستمر العمل به في يوم الجمعة من كل أسبوع بباقي أشهر السنة.
وتابعت سلامة، أنهم حرصوا على ألا ينقطع الخير من بنك الطعام، لذلك استمروا بالعمل يوم واحد في الأسبوع، وخصصوا رمضان للعمل فيه طيلة أيام الشهر.
وبدأ بنك الطعام في مدينة غزة، وتوسع هذا الشهر ليشمل شمالها، على أمل تغطية كافة مناطق القطاع خلال الأعوام القادمة.
وبينت سلامة أن بنك الطعام يستهدف الأسر المتعففة بشكل أساسي، من خلال استقبال المناشدات على موقع "فيس بوك"، وأيضاً من خلال عدة معايير أخرى مثل مستفيدي الشؤون الاجتماعية.
واستدركت "جميع من يطلب الطعام يجده، ولا نرد أي طلب، لضمان وصول الفائدة والأجر لأكبر عدد ممكن من الأشخاص".
وأشارت سلامة إلى أن السيدات اللاتي يعملن في بنك الطعام الخيري متطوعات ولا يتقاضوا أي أجور مادية، ويزيد عددهم عن عشرة سيدات.
وذكرت أن الوجبات التي يتم اعدادها في بنك الطعام جميعها تعتبر أكلات شعبية منتشرة بقطاع غزة، مثل الملوخية طبيخ الملوخية والبازيلاء، وغيرها من الأطباق، مع إضافة اللحوم ذات الجودة العالية.
ولفتت سلامة إلى أن بنك الطعام يستهدف بشكل يومي في منطقة الشمال ما يقارب 80 أسرة، وفي مدينة غزة 120 أسرة، ويتم التجديد باستمرار، مع وجود المستفيدين الثابتين بحسب الحاجة.
وأكملت "أطلقنا هذه المبادرة نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب في قطاع غزة بالتزامن مع الحصار الإسرائيلي، ولأهمية التكافل الاجتماعي في شهر رمضان تحديداً حرصنا على العمل فيه كاملاً".
ونوهت سلامة إلى أهمية التكافل الاجتماعي في ظل الظروف القاسية، لكيلا يضطر المحتاج لسؤال الحاجة من الأشخاص.
وتداركت "يعتمد بنك الطعام على التمويل من أصحاب الخير، والباب مفتوح لجميع المتبرعين طيلة أيام العام، لضمان استمرار التكافل الاجتماعي في قطاع غزة".
وفي سياق متصل، تقول سائدة أحمد، 49 عاما، وهي متطوعة في بنك الطعام الخيري، إنها تأتي طيلة أيام شهر رمضان لتقديم المساعدة للأسر المحتاجة بما تستطيع تقديمه، وذلك من خلال الطهي.
وتابعت أحمد "الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة جعلنا نفكر بالجميع، وبأهمية التكافل لاجتياز هذه المرحلة القاسية".
وأكدت أن جميع السيدات اللاتي يتطوعن في بنك الطعام الخيري لا يتقاضون أجور مادية، ويعملن كفريق واحد منذ عام.
واستدركت أحمد "نعمل خلال النهار لساعات طويلة، لضمان وصول الوجبات إلى الأسر المتعففة بالوقت المناسب في شهر رمضان".