دائما نعود لنقرأ وصايا و مزامير القائد الراحل أبو علي شاهين وكل مرة نجد فيها الجديد، يقول الشاهين، "علينا البحث عن قائد يعشق النصر، إذا لم نجده علينا البحث عن قائد يقرف ويكره ويشمئز من عار الهزيمة، لا يغضب لنفسه أو لشخصه، بل يغضب لفلسطين وفقط لفلسطين".
نعم أيها الثائر الذي يحلق بالتاريخ و الجغرافيا وكل القيم النضالية التي ترافق روحها الثوار، لا نريد قيادات من نوع فنكوش و حلق حوش، تعشق الهزيمة و الذلة و العار، تكره العزة و تهاب الرجال وتشمئز من الرجولة و تقرف من النصر، لا تغضب إلا لنفسها و شخوصها و مصالحها، ولتذهب فتح وفلسطين إلى الجحيم، تعشش في عقولهم نفسية العبيد، ويرون الآخر بعيونهم، يحيون فيهم كل أشكال العبودية والاستعباد حتى تزين لهم شياطينهم أنهم سادة و أسياد كلما قهروا العباد و خربوا البلاد، المهم يعيش القائد، أي قائد حتى لو كان حاقد.
فلسطين بحاجة إلى قيادة حقيقية أمينة ومؤتمنة تعبر عن إرادة شعبها ونبض الجماهير بإخلاص وانتماء وولاء مطلق للوطن والقضية، تحفظ العهد والقسم بالوفاء لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وتضحيات شعب عظيم، قيادة على مستوى التحديات المصيرية تستند للمناضلين والأحرار من طلائع الثورة وجماهيرها فهم وقودها الذي لا ينضب و يمتلك القدرة على تحقيق الانتصار والحرية والاستقلال، بالمراكمة الثورية والإنجاز الوطني.
نحن بحاجة لقائد يقول لجيشه اتبعني ولا يقول له تقدم، فلا حاجة لنا بقائد يجلس على مدرجات المتفرجين وأحيانا يشجع الأعداء والخصوم، كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه، ولا يناله إلا غضب أهله واللعنة التي تلاحقه في الحياة والممات، فلسطين تستحق الأفضل.