اليوم الثلاثاء 23 إبريل 2024م
بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 200 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الخارجية الصينية: التهم الألمانية والبريطانية بشأن اعتقال جواسيس لصالح الصين افتراء وتلاعب سياسيالكوفية عائلات أسرى إسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو في قيسارية ويطالبون بتنحيهالكوفية فنانون ايرلنديون يطالبون مواطنتهم المرشحة لـ"يوروفيجن" بمقاطعة المسابقة بسبب مشاركة إسرائيلالكوفية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34183 منذ بدء العدوانالكوفية الإحصاء: انخفاض الصادرات والواردات السلعية المرصودة خلال شهر شباطالكوفية الفيتو تقويض للسلم والعدالة والمساواة..... الفيتو الأمريكي الدليل ؟الكوفية فعل الإجرام واحدالكوفية مخيم "نور شمس" وإعادة تدوير الموت.. عنقاء ستنهض من رمادهاالكوفية اعتقالات بجامعة نيويورك خلال مظاهرة مساندة للفلسطينيينالكوفية بايدن يلتقي بمشرعين معارضين لحرب «إسرائيل» على قطاع غزةالكوفية الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات شديدة على الصينالكوفية بالأرقام| «الإعلام الحكومي» ينشر تحديثا لأهم إحصائيات عدوان الاحتلال على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون في قصف الاحتلال ملعب بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية الأوقاف: الاحتلال يخرج فلسطينيا من باحة المسجد الأقصى ويضيق على المصلين بالمسجد القبليالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تواصل قصف بيت لاهيا شمال القطاعالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف شارع 10 في حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية الاحتلال يقتحم البلدة القديمة في مدينة نابلسالكوفية شهداء ومصابون في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلالالكوفية

"معاريف": إسرائيل ولعبة العالم السني.. تحت الأرض وفوقها

10:10 - 25 أكتوبر - 2020
بقلم: الون بن دافيد
الكوفية:

اكتشفنا هذا الأسبوع أن «حماس» تواصل تحت الأرض الاستعداد للحرب مع إسرائيل، ولكن من فوق الأرض، وبشكل سري بقدر لا يقل، تنضج المساعي لتأطير العلاقات بين إسرائيل وقطر. ودون التقليل من أهمية العلاقات التي تنسج مع السودان، فإن الاختراق مع قطر سيبشر بتغيير ذي مغزى في موازين القوى في المنطقة وبفرص التسوية المستقرة في غزة ايضا. وكل ذلك بالطبع تبعا لنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة.

لقد عنيت التقارير عن اكتشاف النفق في غزة هذا الاسبوع اساسا بنجاح العائق تحت الأرضي، ولكن كان هنا عمليا نجاح لكل النهج. فمن خلف العائق توجد منظومة استخبارية وعلمية اثبتت هذا الاسبوع بأنها تعرف كيف تجمع كل الاحرف المتجمعة وتترجمها الى استنتاج واضح يشير بدقة عالية جدا الى وجود نفق. في محاولة الحفر الثانية اصاب المقداح النفق الذي يبلغ عرضه 70 سنتيمترا فقط وذلك قبل أن يستكمل التركيب لكل التكنولوجيا التي يفترض أن تكون جزءاً من العائق.

لقد حفر هذا النفق بشكل واضح في محاولة لتحدي العائق الجديد وكجزء من استعدادات «حماس» لمواجهة مستقبلية. وهو استثنائي في عمقه (عشرات الامتار) ويحتمل أن تكون هنا محاولة من «حماس» للنزول الى ما تحت العائق. طوله نحو 1.5 كيلومتر وهو يرتبط بمنظومة الانفاق الدفاعية لـ»حماس» في داخل خان يونس. لقد حفر هذا النفق على مدى اشهر طويلة واستثمر فيه اكثر من مليون دولار ومئات ساعات العمل الانساني. وبعد نحو شهر سيستكمل العائق تحت الأرضي كله، وعندها سيكون ممكنا القول بمعقولية عالية بأنه ازيل تهديد الانفاق المتسللة من غزة.

ان حقيقة أن «حماس» تواصل الاستعداد للحرب معنا لا ينبغي أن تفاجئ – ففي منطقتنا لا يتوقف أحد عن التسلح والتعاظم. ولكن حقيقة أن رجال «حماس» شاهدوا بعيون تعبة كيف تسحب اسرائيل منهم ذخرا باهظ القيمة وتجلدوا – هي اشارة واضحة على أن «حماس» لا تزال معنية بالتسوية وليس بالمواجهة. يمكن الافتراض بأن الصور التي يلتقطها، الآن، الجيش الاسرائيلي في داخل النفق ستعرض على الوسطاء المصريين والقطريين مع طلب اسرائيلي لا لبس فيه: لن تكون تسوية طالما بقوا يحفرون الانفاق.

وهنا تدخل قطر الى الصورة. القطريون – الذين مع الاتراك هم اسياد كل حركات الاخوان المسلمين في المنطقة، بما في ذلك «حماس» - قطعوا منذ، الآن، شوطا طويلا. فالدولة التي درجت على نقل المال من تحت الطاولة مباشرة الى الذراع العسكرية لـ»حماس» – تساعد غزة في السنتين الاخيرتين بشكل علني من فوق الطاولة. ونجحت الاتصالات التي جرت مؤخرا مع قطر في أن تضمن استمرار لمساعدة قطرية مستقرة للقطاع، حتى نهاية السنة وفي السنة القادمة.

تتركز الجهود في هذه اللحظة على اقناع القطريين على الانتقال من توزيع السمك على سكان غزة الى توزيع السنارات، واستبدال مصروف الجيب الذي يوزعونه على عشرات آلاف العائلات في غزة بمشاريع تساعد غزة على الوقوف على اقدامها. يوجد استعداد قطري للسير في هذا الاتجاه، وعلامات الاستفهام هي بالذات على الجانب الاسرائيلي، الذي عن حق يشترط كل تقدم مع غزة لاعادة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين.

لصفقة أسرى مع «حماس» سيكون ثمن – «حماس» لن تتلقى فيها كل ما تريد، ولكن اسرائيل ايضا لم تحصل على صفقة دون أن تدفع ثمنا. قيادة «حماس» تفهم هذا، أما القيادة في اسرائيل فلم تقرر بعد اذا كانت مستعدة في هذه اللحظة لأن تدفع الثمن كي تعيد قتيلين اسرائيليين والمواطنين اللذين في غزة.

ان المفتاح لتأطير العلاقات مع «حماس» يكمن في قدرات الولايات المتحدة واسرائيل للتوسط بين قطر وجيرانها في الخليج. على الكراهية الشاسعة بين قطر ومصر سيكون من الصعب الجسر، ولكن التصريحات المتفائلة لوزير الخزينة الاميركي الذي زار قطر هذا الاسبوع تشير الى انه سيكون ممكنا اعادة ربط قطر مع الامارات، السعودية والبحرين.

للمملكة القطرية الصغيرة ولكن الثرية ستكون دوما تطلعات لنفوذ اقليمي. فقبل 24 سنة اقامت شبكة «الجزيرة» التلفزيونية التي اصبحت الشبكة الاكثر نفوذا في المنطقة واحد العوامل التي سرعت «الربيع العربي». كما أن قطر لم تتردد في التدخل الفظ في الشؤون الداخلية لدول اخرى، سواء بالمساعدة العلنية للاخوان المسلمين في مصر ام بدعم الثوار في ليبيا وفي سورية. ومع ذلك حرصت مملكة الغاز الصغيرة دوما على البقاء على الجدار: ان تكون حليفة قريبة من الصين، ان تحافظ على علاقات طيبة مع ايران وفي نفس الوقت ان تستضيف في اراضيها قاعدة كبرى لسلاح الجو الاميركي. في التسعينيات أقامت علاقات تجارية علنية مع اسرائيل، وشبكة «الجزيرة» كانت من الاوائل في العالم العربي التي اعطت منصة للمتحدثين الاسرائيليين، رغم الخط المناهض لاسرائيل بوضوح في بثها. والآن، بعد ست سنوات من المقاطعة من جيرانها، تريد أن تعود الى حضن العالم السُني وتؤمن بأن إسرائيل يمكنها أن تشق لها الطريق.

في الايام القريبة القادمة سيحتفل هنا بتأطير العلاقات مع العروس الافريقية الجديدة، السودان، التي تبدو وكأنها اغتصبت على الدخول مع إسرائيل الى تحت مظلة عقد القران. ولكن بعد السودانيين تلوح قطر كالاختراق التالي لإسرائيل في المنطقة، واذا ما تحقق، فإن هذا لن يكون اقل من ثورة.

 

عن «معاريف»

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق