اليوم السبت 20 إبريل 2024م
عاجل
  • طائرات الاحتلال تستهدف منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الاحتلال يُقر بإصابة 9 من جنوده في اجتياح مخيم نور شمسالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزةالكوفية «المخطوطات العربية» يكرم «ميثاق» لاختيارها شخصية العام للعمل التراثي في الوطن العربيالكوفية تظاهرة في الأرجنتين تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزةالكوفية «هآرتس» تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزةالكوفية مصر تدعو لوقف دوامة العنف في غزة وتحذر من اتساع دائرة الصراع في المنطقةالكوفية مستعمرون يعتدون على مركبة مواطن من كفر الديكالكوفية أهالي نابلس يشيعون جثماني الشهيدين بني فضل وبني جامعالكوفية تونس تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعو إلى مضاعفة الجهود لمنح فلسطين العضوية الكاملةالكوفية بلدية طولكرم: مخيم نور شمس محاصر من قبل قوات الاحتلال منذ 48 ساعةالكوفية دولة فلسطين «الأمريكية».. و«ضمانات إسرائيل الأمنية»الكوفية كيف تبدو «الحرب ضد غزة» بعيون اسرائيليين بارزين؟الكوفية الاحتلال يقتحم المنطقة الصناعية في البيرةالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنا من كفر الديك غرب سلفيتالكوفية الاحتلال الإسرائيلي يفجر 3 منازل في مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية انقطاع المياه والطهرباء على أجزاء من مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية تجدّد قصف الاحتلال على عدة بلدات جنوب لبنانالكوفية قوات الاحتلال تستهدف سيارة إسعاف خلال محاولتها الدخول لمخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 197 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 197 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية

هآرتس.. "إسرائــيــل" فــي مرحلـة بدايــة النهايــة

10:10 - 22 أكتوبر - 2020
بقلم: بني حيفتس
الكوفية:

يشهد الإنسان لحظات تاريخية في حياته. أذكر جيداً زيارة الرئيس المصري إلى إسرائيل؛ والتوقيع على اتفاق اوسلو؛ والرئيس كلينتون وهو يذرف الدموع في احتفال التوقيع على اتفاق السلام مع الأردن؛ وقتل رابين؛ واخلاء غوش قطيف، وأحداث الحادي عشر من ايلول. أحداث مهمة وتاريخ يتشكل.

اليوم نشهد حدثاً تاريخياً آخر: بداية نهاية المجتمع الإسرائيلي، وربما أيضاً دولة إسرائيل. وباء «كورونا»، الذي اخترق حياتنا ضبط إسرائيل، وهي غير مستعدة، وفيها جهاز صحي مريض وحكومة فاشلة. ولكن الأهم من كل ذلك هو أن الوباء أظهر جميع أمراض المجتمع الإسرائيلي، كل ما قمنا بتجاهله لعشرات السنين، وأظهر وباء «كورونا» لنا حقيقة مؤلمة، وأثبت فعلياً أن المجتمع الإسرائيلي هو فقط خليط من الجماعات التي لا تعمل كجسم واحد، لكن على الأغلب تعمل الواحدة ضد الأخرى. بالتالي، من المستحيل هزيمة الوباء، هذه وصفة مؤكدة للفشل.

هذه القطاعية والقبلية تم تجاهلها خلال عشرات السنين، رغم أنه بين حين وآخر جلب هذا الزعيم أو ذاك هذه الأمور إلى السطح، سواء من خلال الرغبة في التوحد (الرئيس رؤوبين ريفلين) أو من خلال السعي للحصول على مكاسب سياسية. كمؤسسة، الدولة عرفت دائماً إقصاء هذه القبلية عن طريق وحدة مزيفة أمام عدو خارجي. في الفترات التي ظهر فيها عدو أمام الأنظار – «حماس»، سورية، و»حزب الله» – فان الدولة و»الشعب» عرفا كيفية التغلب على الشروخ الداخلية، أن يتم وضع ضمادة على ما يقسّم، والتكتل والتوحد ضد العدو الخارجي. في هذا الوضع فان الانقسامات الداخلية يتم نسيانها، ويتصرف المجتمع مثل مجتمع مستقر وقوي. ولكن للأسف، هذا التكتل سطحي، وهو مجرد خداع.

يتكون المجتمع الإسرائيلي من مجموعات ضغط، لا يهمها سوى مصالحها. كل ذلك كشفه لنا بصورة أشد وباء «كورونا». ففي مواجهة هذا الوباء لا يوجد عدو خارجي، وليس هناك من نكرهه أو من نوجه إليه نياشين بنادقنا ولا يوجد بنك أهداف، ولا يوجد اسم لامع لعملية عسكرية، ولا يوجد مكان نرسل إليه طيارينا الممتازين. لا يوجد هناك من نتكتل ضده. المعركة هي في البيت، في الداخل، في الشارع، في الحي وفي المدينة. في هذه المعركة يجب أن تتبدى روح المجتمع والتكتل الانساني. في إسرائيل لا يوجد هذا أو ذاك. كل واحد لبيته، كل قطاع لنفسه، وكل قبيلة لمصالحها.

الانقسام في المجتمع ليس أمراً جديداً، وهو نتيجة لسياسة موجهة. دون الانتقاص من المسؤولية الضخمة للحكومة ومنتخبي الجمهور على طريقة التعامل مع المرض، ومسؤوليتهم عن خلق الاستقطاب والشرخ في المجتمع الإسرائيلي هي أكبر بأضعاف. القيادة الإسرائيلية، وبالأساس القيادة الحالية، تتبع استراتيجية «فرق تسد». عرفت الحكومة بأنها كلما زادت الاستقطاب الداخلي فسيكون من الأسهل تحريض الواحد على صديقه وتحقيق مكاسب سياسية. مع ذلك، دائما كان واضحاً للحكومة بأنه رغم ذلك إلا أننا سنعرف كيفية التوحد أثناء الأزمة أمام العدو الخارجي المناوئ. حتى اليوم نجح هذا. ولكن الآن العدو غير مرئي، ولا يمكن مواجهته بالوسائل العادية. هذا عدو تقتضي محاربته التكتل الاجتماعي، المسؤولية الشخصية تجاه المجموع، التنسيق بين الاجهزة، رؤية المصير المشترك، وبالأساس التضامن مع والاهتمام بالآخر.

كل ذلك غير موجود. كل قطاع وحده وكل قطاع يركز على داخله.

من السهل اتهام الأصوليين بعدم الامتثال، وحتى الاستخفاف بلوائح الطوارئ. ولكن لماذا هذا الأمر مفاجئ؟ لأن هذا القطاع اعتاد بصورة متعمدة، خلال سنوات كثيرة، على التصرف كفقاعة في المجتمع الإسرائيلي دون التزام كامل بالمجموع. رؤساء الحكومات على مر الأجيال خلقوا هذا الوضع، وسمحوا لهم بالتطور، وحتى أيدوه لدوافع سياسية. يعمل الجمهور العربي في إسرائيل ما يراه مناسبا في بلداته وفي أعراسه، لكن لماذا نحتج على ذلك الآن؟ هل انفصالهم ليس من فعل ايدينا؟ منذ سبعين سنة لا نقبل بهم داخلنا، ولا نتعاون معهم. الأصوليون والعرب، حتى لو كانوا يعيشون في غيتوات، يوجدون في علاقة يومية مع كل المجتمع الإسرائيلي. لذلك، مشكلتهم هي مشكلتنا جميعا. نتيجة السبعين سنة من الاستقطاب الذي خلقناه هي فوضى 2020.

خطة الإشارة الضوئية للبروفيسور روني غمزو مصيرها الفشل. لهذا أيضا لم يتم تطبيقها. تمس الخطة بالدمل الكبير للمجتمع الإسرائيلي. هي تصنف كل ما لم نرغب في تصنيفه وكل ما قمنا بكنسه تحت البساط – تركيزات المجموعات الفرعية في المجتمع والغيتوات في إسرائيل. خطة الإشارة الضوئية تضع مرآة غير لطيفة أمام المجتمع الإسرائيلي. لذلك فان مصيرها الفشل. نحن بحاجة إلى خطة بسيطة فيها قاعدة موحدة للجميع، لكن لا يوجد «جميع» في دولة إسرائيل، بل يوجد «نحن» و»هم». لذلك، مصيرنا هو الفشل في مكافحة «كورونا». تحولت إسرائيل إلى دولة قطاعية لأحزاب قطاعية. وفيها القليل من الوسط والكثير من الأطراف. للأسف، نحن نشهد حدثا تاريخيا: تفكك المجتمع الإسرائيلي. وإذا لم نوقف هذا الآن فالوقت سيكون متأخراً جداً، وكذلك ستتفكك الدولة. وإذا لم نقم بصياغة قواعد ثقافية أساسية للمجتمع فسننهار. وإذا لم نحدد مرة أخرى مفهوم «إسرائيلي» فلن يكون لنا هدف أو مستقبل.

 

عن «هآرتس»

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق