- إطلاق قنابل دخانية شرق الفراحين شرق خانيونس جنوب قطاع غزة
- قوات الاحتلال تواصل اجتياح مخيم نور شمس شرق طولكرم منذ أكثر من 10 ساعات
رام الله: أصّر القائمون على مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" في "فيلم لاب – فلسطين"، على تحدّي أكثر من جائحة، بينها "كورونا"، وتنظيم الدورة السابعة له على التوالي، بحيث تنطلق فعالياتها اليوم، بالشراكة مع وزارة الثقافة وبلدية رام الله، بالفيلم الإيراني "لا وجود للشيطان" أو "لا وجود للشر" للمخرج القدير محمد رسولوف، وهو الفيلم الحائز على جائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي الدولي بدورته الأخيرة، وفي عرض هو الأول له عربياً.
والمهرجان، الذي يتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، ووفق الإجراءات الوقائية ومعايير السلامة المعتمدة رسمياً، لم يسلم تماماً من "كوفيد التاسع عشر"، حيث تم تأجيل عروضه المقررة في كل من القدس، وحيفا، وغزة، في حين تنتظم عروض مدينتي رام الله وبيت لحم.
وعلى الرغم من غياب أي حضور وجاهي لمبدعين من العالم، كما في النسخ السابقة للمهرجان، يحضر كل من المخرج الفلسطيني إيليا سليمان والمخرج البريطاني كين لوتش، كلاً على حدة، وعبر تقنية "زووم" الإلكترونية، للحديث عن تجربة كل منهما الغنية، وقضايا سينمائية أخرى متنوعة.
وشدد حنا عطا الله، المدير الفني للمهرجان، في حديث خاص، على أن "العمل في الثقافة بفلسطين هو بحد ذاته عمل في إطار جائحة تتواصل، وهو ما يجعلني أؤكد بأن إيجاد الحلول في ظل المعطيات على الأرض والمتواصلة منذ عقود هي امتياز فلسطيني دون مبالغة، وفي هذا الجانب حكايات كثيرة، منها على سبيل المثال، تحويل عرض للدبكة في الانتفاضة الأولى من منطقة إلى أخرى، بعد اقتحام جيش الاحتلال للمنطقة الأولى، ولكن دون إلغاء عرض الدبكة، ودون أن تنقطع عن الجمهور الذي يتبعك إلى حيث تذهب لتقدم عرضك المنتظر.. في فلسطين، تحضر السيناريوهات البديلة على الدوام، فالجائحة مستمرة قبل "كورونا" وخلالها، وما بعدها، ولذا كان القرار بتنظيم المهرجان، حتى لو اتبعنا السيناريو الأخير بالعرض على شاشات من أسطح البنايات".
وأضاف عطا الله: قرار تنظيم المهرجان جاء لإدراكنا أن جائحة كورونا قد تطول، علاوة على كون هذه الجائحة في ذات الوقت، أثبتت أهمية حضور المنتج الثقافي الذي لعب الدور الأبرز، وكان له الحضور الطاغي في فترات الحجر المتواصلة والمتقطعة، وهذا ينطبق على السينما كما بقية صنوف الإبداع، التي أتيح منها الكثير رقمياً.
وشدد: ليس لدينا كشعب فلسطيني إلا الثقافة كوسيلة مقاومة وصمود وتحدٍ وثبات، وهذه ليست شعارات، فنحن لسنا دولة صناعية، أو تجارية، وليس لدينا موارد نفطية، وفي الوقت الذي نحن فيه خارج إطار المنافسة في عديد المجالات، فإننا نملك القدرة العالية على المنافسة الثقافية، وعلى سرد روايتنا وتحقيق المواجهة الثقافية، وهو من بين أسباب إصرارنا على تنظيم المهرجان، كجزء من ضرورة استمرارية الفعل الثقافي الفلسطيني.. وفي ظل التطبيع السينمائي الإماراتي الإسرائيلي، نحن نطل عبر المهرجان لنؤكد أن لدينا سينما فلسطينية منافسة عالمياً، ولدينا القدرة أيضاً على تنظيم مهرجان سينمائي دولي بمشاركة عديد الدول، وأبرز الأفلام، وبحضور عمالقة السينما إلكترونياً هذه المرة، ووجاهياً في النسخ السابقة.
لذا، وحسب عطا الله، كان لابد من تنظيم المهرجان لضمان استمراريته، برغم كل الظروف المالية والسياسية، علاوة على جائحة "كورونا" التي قد تدفعنا إلى العمل وفق الخريطة الوبائية يوماً بيوم، ولكنه الإصرار.
من جهتها، أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية على أهمية تراكم الفعل والإنجاز الذي حققه المهرجان على مدى السنوات الماضية من خلال عمق الشراكات الاستراتيجية فيما بين الوزارة و"فيلم لاب – فلسطين" وجميع الشركاء العضويين للمهرجان.
وأشارت الوزارة إلى أنه في ظل سوداوية المشهد العالمي بسبب انتشار جائحة "كوفيد-19"، والظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تأتي النسخة السابعة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية لتؤكد قدرة الفلسطيني على مواصلة التحدي والإصرار والتمسك بالأمل انطلاقاً من إيماننا الراسخ بطاقات مبدعينا وقدرتهم المتجددة على تطوير المشهد السينمائي الفلسطيني، والوصول به إلى مختلف المحافل والفضاءات حاملا صوت وصورة فلسطين وتطلعاتها.
وفي هذا السياق أكد موسى حديد رئيس بلدية رام الله على أن مهرجان "أيام فلسطين السينمائية " الذي يأتي في وقت تعصف فيه جائحة كورونا وتداعياتها بفلسطين والعالم، يكتسب أهمية خاصة، فمع التباعد المكاني الذي فُرض على الإنسانية، كرست الثقافة والفنون نفسها على أنها الفضاء الجامع القادر على التكاتف وبناء شبكات تضامن قادرة على خلق أولويات جديدة ومفاهيم عمل مختلفة.
وأضاف حديد "أيام فلسطين السينمائية حدث سنوي ننتظره، وهو مساحة لتقديم أفلام فلسطينية وعربية وعالمية احترافية، تثري النقد الفني والمناخ الثقافي في المدينة، وتساهم في التنمية الثقافية العامة، وتبني تدريجياً جمهوراً أوسع للسينما، وتستقطب عشرات المبدعين، وتخلق حالة في مدينة رام الله.
ولفتت علا سلامة، المديرة المكلفة في مؤسسة "فيلم لاب- فلسطين"، على أن المهرجان واجه هذا العام تحديات إضافية تمثلت في الظروف الاستثنائية وحالة الترقب الدائمة لأي تغييرات طارئة قد تحدث بسبب الوباء، وهو "ما حتم علينا أن نضع دائماً خططاً بديلة"، مضيفة: الإجراءات الوقائية التي تبناها المهرجان فرضت علينا محدودية المقاعد، وحدّت من قدرتنا على إطلاق المهرجان بمشاركة جميع شركائنا والعاملين في المشهد السينمائي الفلسطيني، الذي حالت تعقيدات السفر دون وجود عدد كبير منهم في فلسطين هذا العام، بالرغم من مشاركة أفلامهم ومشاريع أفلامهم في المهرجان".
وينظم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" بالشراكة مع بلدية رام الله ووزارة الثقافة، وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، والبيت الدانماركي في فلسطين، ومنظمة دعم الاعلام الدولي (IMS) والقنصلية الفرنسية في القدس، وشبكة الشاشات البديلة (ناس) وبرعاية بنك الاتحاد وشركة المشروبات الوطنية، وبرعاية اعلامية من تلفزيون فلسطين، وراديو 24 أف أم، ومجلة رمان الثقافية، ومنصة الاستقلال الثقافية، وبالتعاون مع المراكز والمؤسسات الثقافية: المعهد الفرنسي ومؤسسة المعمل للفن المعاصر في القدس، ومسرح وسينماتك القصبة وسرية رام الله ومؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، ودار يوسف نصري جاسر للفن والبحث في بيت لحم، وجمعية الثقافة العربية في حيفا، والمعهد الفرنسي في غزة.
من الجدير ذكره ان "فيلم لاب - فلسطين" تأسست في العام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين عبر توفير فضاء مثالي للجمع ما بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، وتبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجماهير.
عن الايام