اليوم الجمعة 26 إبريل 2024م
عاجل
  • مصابون بقصف الاحتلال أرضاً زراعية في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • طائرات الاحتلال تشن غارة جوية شمال غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة
مصابون بقصف الاحتلال أرضاً زراعية في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصىالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة جوية شمال غرب خانيونس جنوبي قطاع غزةالكوفية انتصار نتنياهو يعني التهجير فقطالكوفية مبادرة سلام لوقف الحرب قبل اجتياح رفحالكوفية غارة عنيفة لطائرات الاحتلال على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 203 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال إلى 34356 شهيدا و77368 مصاباالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصاباالكوفية دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: 45 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصىالكوفية مستوطنون يقتحمون المنطقة الغربية في حوسان غرب بيت لحمالكوفية الاحتلال ينصب حاجزا عند مدخل عين سينيا شمال رام اللهالكوفية ماكرون يهدد بفرض عقوبات ضد المستوطنينالكوفية جيش الاحتلال يدمر مربعات سكنية ببلدة المغراقة وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يقتحمون منطقة الكرمل الأثرية في يطاالكوفية الدفاع المدني: انتشلنا 110 شهداء في اللحظة الأولى من انسحاب الاحتلال من مجمع ناصر الطبي في غزةالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصاباالكوفية تحذير من انتشار الأوبئة بمخيمات النزوح جراء موجات الحرالكوفية شهداء ومصابون في غارة شنها الاحتلال على عمارة سكنية في شارع الوحدة وسط مدينة غزةالكوفية استقالة متحدثة باسم الخارجية الأميركية احتجاجا على سياسة واشنطن بشأن غزةالكوفية

لبنان... الفينيق لا يموت

07:07 - 08 أغسطس - 2020
إميل أمين
الكوفية:

دون غيره من دول المنطقة ارتبط اسم لبنان وتاريخه وحضارته بطائر الفينيق الأسطوري، الذي سمعنا عنه، ولم يره أحد، بأجنحته الذهبية، وقدرته الخالدة على مقاومة الموت والنهوض من تحت الرماد.

والشاهد أنه إذا كان قدر لبنان الكثير من الحرائق، التي تراكم الرماد، فإن إرادة اللبنانيين، هي التي جعلت بلادهم موصولة بأسطورة الفينيق، من خلال مقاربة تجعل هذا الشعب الأبي الكريم عازماً على النهوض عادة، مندفعاً إلى الأمام دوماً، مدرك المستحيل مرة، وإلى الأبد.

مشهد «ست الدنيا بيروت»، مؤلم جداً، لقد أضحت بلغة المراثي جرحاً واحداً، من شعر رأسها إلى أخمص قدميها، وكأنها تحتضر، غير أنها ساعات ما قبل البعث اللبناني، وليضحى ما حدث في المرفأ نهاية درب الآلام، لشعب عانى كثيراً جداً في الأوقات الأخيرة بنوع خاص.

أثبتت الكارثة الأليمة الأخيرة أن لبنان «ليس وحيداً»، فمن مشارق الأرض إلى مغاربها، أبدى كل من لديه حس إنساني، مشاعر فياضة لاستنقاذ لبنان، الشعب والتاريخ، الأمة والحضارة، وليس الحكومة والميليشيات، وبقية الذين ذهبوا في طريق المحاصصات التي شطرت روح «بلد الأرز».

لماذا يبقى لبنان في القلب أبداً ودوماً؟

باختصار غير مخل، لأنه كان عبر عقود طوال رمزاً للحضارة العربية في طبعتها المنقحة والمصححة، بلد التجانس والتناغم، بين كافة الملل والنحل، الطوائف والأعراق، المنفتح مبكراً على أوروبا والمنافح والملاقح لثقافة الغرب، من دون إحساس بالدونية أو النقص.

صدّر لبنان للعالم العربي القومية العربية، بهدف استقلال العرب والخلاص من ربقة العثمانلي المحتل من جهة، وإنهاء أزمنة الانتداب الأوروبي من جهة ثانية.

عرف العالم بيروت المتألمة اليوم مثالاً للحداثة في خمسينات وستينات حتى أوائل سبعينات القرن العشرين، من غير أن يقتضي ذلك تخليها عن أصالتها وتراثها العروبي، فمثلت عن حق سويسرا الشرق، وحفرت بآدابها وفنونها، بمسارحها وجامعاتها أمكنة في قلوب العرب.

غطى الحريق لبنان ذات مرة ولمدة 15 سنة تشارع وتنازع فيها اللبنانيون، واكتشفوا في نهاية الأمر أن لا رابح من الحرب الأهلية سوى أعداء لبنان، حينئذ جاء اتفاق الطائف ليستنقذ اللبنانيين من وهدة الجحيم.

3 عقود تغيرت فيها الطباع، وتبدلت الأوضاع، والمحصلة تخبرنا بأن لبنان أضحى مخطوفاً من النزعات الراديكالية، والتحزبات الميليشياوية، ومن وراء الأفق تبدو قوى إقليمية لا تريد لأهله الخير، وتعمد من أجل إدراك صالحها ومصالحها، إلى تقديم لبنان واللبنانيين قرابين على مذابح المواجهات الجيو - استراتيجية الأممية الجديدة، وتصفية الحسابات الناجمة عن الفوضى الخلاقة في طبعتها القديمة.

ما جرى في مرفأ بيروت نقطة فاصلة، تستدعي أعلى درجات المساءلة عما حدث، وكيف حدث، وإلى أين يمكن أن تمضي مقادير اللبنانيين إذا استمر اللهو والعبث بأقدارهم على هذا النحو التراجيدي.

انفجار المرفأ، وأياً كانت أسبابه، هو عَرَض، أما المرض الحقيقي فيتمثل في كون لبنان ومن غير مواراة أو مداراة دولة منزوعة القرار، الأمر الذي جعل فكرة «الخير العام، والصالح العام»، تتراجع إلى الوراء، في حين تتقدمها الأغراض الاستعمارية المقنعة وراء جماعة حزبية، لا يهمها أن يهلك لبنان وأهله، لأنها امتداد للتفكير الأحادي الدوغمائي القاتل، ذاك الذي يرفض الاعتراف بطرح الأرض والمواطنة، ويسعى في سياق تغليب الأممية المغشوشة.

في هذه الأجواء الاستلابية من كل قيمة وطنية تضحى البيروقراطية هي السيد، والمحسوبية وعدم الكفاءة هي معيار التوظيف، والتحالفات الماورائية البعيدة عن أعين الشعب هي الغالبة.

السؤال الحيوي في هذه السطور؛ هل لبنان قادر على مداواة جروحه بنفسه؟

أغلب الظن أن هناك حتمية تاريخية من المكاشفة والمصارحة، تقتضي القول إن لبنان بات يعاني من فراغ استراتيجي هائل ومريع لا يخفى على أحد، ومعه أصبحت القوى اللبنانية السياسية التقليدية، خارج إطار الفاعلية، فقد تجاوزتها الأحداث نهار الثلاثاء الدامي، عطفاً على أن هناك استحقاقاً أكثر خطورة قادماً على الطريق، والخاص بإعلان المحكمة الدولية الخاصة بالرئيس المغدور رفيق الحريري؛ حيث 4 أسماء من دائرة «حزب الله» تنتظر حكماً يدرك الجميع كيف ستكون ردات الفعل من ورائه، واحتمالات انتشار اللبنانيين على الطرقات بصورة غير مسبوقة هذه المرة، سعياً للخلاص من احتلال لبناني داخلي يعتاش على أسنة الرماح.

لبنان في حاجة ماسة وسريعة لإعادة بناء، سياسي هيراركي، بقدر ما هو في عوز لاستنقاذ حياته اليومية، في ظل مئات الآلاف من المتشردين على الطرقات، ما يدمي القلوب قولاً وفعلاً.

الاحتياج الأخير حكماً يمكن توفير متطلباته من خلال تحركات المجتمع الدولي من جهة، والواجب العربي من جهة أخرى نحو الأشقاء.

عقدة المشهد هنا في مد يد العون سياسياً وأممياً للبنان، قبل أن ينحدر في طريق الانتحار الجماعي الذي يلوح في الأفق، بعد أن يضمد اللبنانيون جراح المرفأ.

اليوم التالي للانفجار بالمدى الزمني المجازي سيكون رهيباً، بل ربما سيستخدم من قبل القوى الإقليمية ككعب أخيل لإنهاء سيادة لبنان، ثم الدخول في معارك أبعد من المدى الجغرافي للبنان.

التنادي العروبي فرض عين لإنقاذ لبنان، مهما تكن الصيغة، والدعم الدولي لمشروع إعادة ترتيب البيت اللبناني مهمة لا بد منها إن أراد الجميع تجنب انفجارات ستطال الكل شرقاً وغرباً عما قريب.

نعم «لبنان... الفينيق لا يموت»، لكنه في هذه الأوقات يكابد سكرات مريرة من موات متعدد الأشكال والأعراض، ويحتاج لأصحاب النوايا الطيبة والطوايا الجيدة لبعثه من جديد.

 

الشرق الأوسط

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق