اليوم الجمعة 03 مايو 2024م
عاجل
  • مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة عيد وسط مخيم البريج وسط القطاع
  • طائرات الاحتلال الحربية تستهدف خيام النازحين غرب رفح جنوب القطاع
  • طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة عيد وسط مخيم البريج وسط القطاع
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليل
مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة عيد وسط مخيم البريج وسط القطاعالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تستهدف خيام النازحين غرب رفح جنوب القطاعالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة عيد وسط مخيم البريج وسط القطاعالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة الخليلالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليلالكوفية الاحتلال يقصف مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية الاحتلال يقصف بلوك 4 في مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تنفذ غارتين على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تنفذ غارتين على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية إصابة 8 جنود سوريين جراء عدوان إسرائيلي على مواقع في محيط دمشقالكوفية الاحتلال يقتحم قرية الريحية جنوب الخليلالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 210 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة دورا جنوب غرب الخليلالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزةالكوفية إعلام الاحتلال: متشددون يغلقون مدخل مدينة القدس احتجاجا على إصدار أوامر اعتقال ضد مستوطنين متطرفينالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف حي السلام شرق جباليا شمال قطاع غزةالكوفية الخارجية الأمريكية: المحكمة الجنائية الدولية لا تملك ولاية قضائية في الصراع الفلسطيني الإسرائيليالكوفية واشنطن بوست: اعتقال أكثر من 2000 شخص في احتجاجات 40 جامعة أمريكية في الأسبوعين الماضيينالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم مدينة دورا جنوبي الخليلالكوفية

الأسير المريض كمال أبو وعر... غداً يطفئني الموت ولا أنطفئ

12:12 - 16 يوليو - 2020
عيسى قراقع
الكوفية:

بطريقة تقنية وبذرائع قانونية وبسلاسة المستعمرين الذين يصنعون الموت بهدوء تحولت سجون الاحتلال الاسرائيلي ومعسكراته الى محرقة يقتل فيها الأسرى والمعتقلون تدريجياً وببطء واتقان شديد وبأساليبٍ متوارية لا تثير الدخان ولا الغبار.

هؤلاء الذين يدعون دائما أنهم ضحية النازية، الناجون من المحرقة والإبادة تحولوا الى مشعلي حرائق على ارض فلسطين بعد أن جاءوها غزاة ومحتلين، ارتكبوا المجازر الجماعية، طهروا الأرض من السكان وشوهوا التاريخ والحضارة، بنوا المستعمرات والثكنات المسلحة وسكنوا بالقوة والمدفع وادعوا أن سلاحهم سلاح طاهر وأنهم دولة ديمقراطية حضارية، وأنهم قد عادوا الى أرض آبائهم في جنون الخرافة المعادية.

ما الذي يجري في سجون الاحتلال الاسرائيلي؟ كل عام تخرج لنا جثث مقتولة بالقمع والتعذيب والقهر والأمراض المزمنة. عدد الشهداء الأسرى يزداد وفي تصاعد، الأوضاع الإنسانية والمعيشية تزداد صعوبة في ظل اجراءات مشددة تحرم الأسرى من حقوقهم الأساسية، دولة الاحتلال بكل مستوياتها السياسية والقانونية والأمنية والتشريعية تضع الأسرى عنواناً للاستهداف والهجوم، الأسرى بالنسبة للاسرائيليين مشاريع موتٍ واضمحلال، مجرد صراصير حسب تعبيراتهم العنصرية، يجب أن يرشوا بالغاز السام ويلقوا في البحر ليختنقوا وغيرها من التصريحات الحاقدة والمتطرفة التي حولت السجون الى محرقة للموت والاخفاء والجريمة المنظمة.

الأسير كمال أبو وعر ارتكبت في حقه جرائم مزدوجة: الإهمال الطبي المتعمد والاستهتار بحياته وصحته على مدار سنوات حيث يعاني من مرض سرطان الحنجرة، إصابته بفايروس كورونا بسبب نقله الى المستشفى في ما يسمى سيارة البوسطة الحديدية الملوثة والخانقة والقذرة، عدم التزام حكومة الاحتلال بكل اجراءات السلامة لحماية الأسرى من عدوى هذه الجائحة، رفض حكومة الإحتلال لكل النداءات والمناشدات للافراج عن الاسير ابو وعر ليقضي بين أفراد عائلته أيامه الباقية.

الأسير كمال أبو وعر بات ينتظر دوره ليقتل ويحرق في أفران السجون الاسرائيلية، سيحرق على عدة مراحل: سيحرقه المرض الخبيث المتفشي بجسده، سيحرقه وباء الكورونا، سيحرقه الانتظار الطويل دون تدخلٍ من مؤسسات المجتمع الدولي لانقاذ حياته، سيحرقه هذا الطبيب الذي يلبس زي الجلاد يحمل القيود ويستدعي ملاك الموت باقصى سرعة.

المحرقة في سجون الإحتلال مازالت مشتعلة، الحرب ليس فقط بالنار ولا بالكيماوي، أنه الحرق النفسي، حرق الأمل والذكريات والحب والشوق وابجديات الهوية، حرق الروح الداخلية، حرق المعنى لكل وجعٍ وتضحية.

الأسير كمال أبو وعر في المحرقة، لم يمت بعد، ولكنه يحترق رويداً رويداً، شاهد مئات الأسرى يموتون خنقاً في أمراضهم المزمنة، رآهم يقتلون في عمليات القمع الوحشية، رآهم يقتلون في الزنازين وبين أيدي المحققين الذين صاروا وحوشاً آدمية، زمن الموت يهيمن فوق رؤوس الاسرى المناضلين، لا وداع ولا مشيعين ولا جنازات ولا قبور واضحة، لا أحد يضع الورد على الجثامين أو يقرأ سورة الفاتحة.

الأسير أبو وعر الشاهد على أن سجون الإحتلال أصبحت أكبر محرقة إنسانية معاصرة، الداخل إليها لا يخرج، وإن خرج يموت بعد حينٍ مصاب بالأمراض أو برصاصة، الشاهد أن دولة عضو في الأمم المتحدة تسمى إسرائيل ترتكب في السجون مجازر يومية، لا رادع لها ولا قانون دولي ولا مواثيق قادرة على اطفاء النيران المشتعلة وتوفير الحماية الدولية.

الأسير أبو وعر في المحرقة الإسرائيلية، جسده صار تابوته، حنجرته لا تنطق كلاماً يثير العاصفة، رجال الموت يقفون فوق راسه يعدون عليه ساعاته الأخيرة، رجال الموت يقفون فوق أنفاس الأسرى في ما يسمى مستشفى الرملة يراقبون اجسادهم الممزقة وأعضائهم المبتورة، بطونهم المفتوحة، صراخهم في الليالي المعتمة، أوجاعهم المرتعشة ودقات قلوبهم المضطربه.

الأسير أبو وعر في المحرقة الإسرائيلية، إن لم يحرق السجان حياته فزمن المؤبد كفيل بذلك، القاضي في المحكمة العسكرية سيد المحرقة، المحقق في أقبية التحقيق سيد المحرقة، البرلمان الإسرائيلي يشرع المحرقة، الممرض المتدرب سيد المحرقة، قوات الناحشون تلهب المحرقة، القنابل والرصاص والغاز والقمع اليومي، قوانين مسمومة تفوح منها رائحة الأبرتهايد والفاشية.

الاسرائليون يقتلون الأسرى لانهم يمثلون الشجاعة ورأس الحربة لمشروع الحرية والخلاص من الاحتلال، الشجاعة التي لا تعرف الخوف، الشجاعة التي تصنع المنتصرين، الشجاعة التي تصنع المستحيل، لهذا قاوم الأسير أبو وعر الموت ونيران المحرقة، كان يسعفه الأمل المتبقي واتساع الذاكرة، يتمرد على الموت وينتظر أن يقرع الباب، من يدخل أولاً الكفن الأسود أم فضاء الحرية؟ اللجان الدولية أو مراسيم الجنازة.

الأسير كمال أبو وعر إبن بلدة قباطية يكتب وصيته قائلاً: قد يحرقني الموت في السجون الإسرائلية، فلتكن روحي نداء المشتعلين خلف القضبان تضيئ العتمة، لتكن روحي متراساً لحماية الأسرى من الموت القادم، ايها الناس حرروا الحرية في روحي كي أرى الحياة.

كتب أبو وعر في وصيته أن أقصى أنواع الموت هي هذا الموت الذي لا صوت له، لا أحد يسمعه، يظل مدفوناً خلف الجدران، يندثر في الصدى والنسيان، فلا تكونوا أيها الناس مشاركين في هذا الصمت، حنجرتي مخنوقة ولكن الموت يتكلم، من يصغي ويحرك أوتار حنجرتي ويسمعني الآن.

الأسير كمال أبو وعر يقول ما قاله الشاعر العربي ادونيس:

حاضناً سنبلة الوقت..

ورأسي برج نار..

ما الدم الضارب في الرمل..

وما هذا الأفول؟

قل لنا يا لهب الحاضر ماذا ستقول..

مزق التاريخ في حنجرتي..

وعلى وجهي امارات الضحية..

وغداً يطفئني الموت..

ولا أنطفئ..

وغداً أخرج من ضوء..

إلى ضوء سواه.

 

( قناة الكوفية)

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق