اليوم الخميس 16 مايو 2024م
عاجل
  • تعزيزات لقوات الاحتلال برفقة جرافة تقتحم مدينة طولكرم
  • قوات الاحتلال تطلق النار تجاه سيارات الإسعاف في طوباس
تعزيزات لقوات الاحتلال برفقة جرافة تقتحم مدينة طولكرمالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ223 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تطلق النار تجاه سيارات الإسعاف في طوباسالكوفية 4 شهداء جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الحلقاوي خلف مدرسة رابعة غرب مدينة رفحالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من بلدة السموع جنوب الخليلالكوفية قوات الاحتلال تحتجز مركبة إسعاف على دوار شويكة بطولكرمالكوفية شهيدان جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الحلقاوي خلف مدرسة رابعة وسط رفحالكوفية فيديو | 4 شهداء جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الحلقاوي خلف مدرسة رابعة وسط مدينة رفحالكوفية وزارة الصحة: 3 إصابات برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لقلقيليةالكوفية مراسلنا: شهيد ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الحلقاوي وسط رفحالكوفية محدث | 3 شهداء برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لطولكرمالكوفية مصابون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا خلف مدرسة رابعة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية وصول شهيد لمستشفى شهداء الأقصى برصاص جيش الاحتلال قرب حاجز نتساريم وسط قطاع غزةالكوفية 3 شهداء برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لطولكرمالكوفية محدث: فيديو | شهيدة ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال شقة بأبراج عين جالوت وسط القطاعالكوفية وزارة الصحة: استشهاد مواطنان برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة طولكرمالكوفية فيديو | اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في طوباسالكوفية وزارة الصحة: شهيد ومصابان بجروح خطيرة برصاص الاحتلال في طولكرمالكوفية شهيد برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لطولكرمالكوفية

الوباء وخبراء الفضائيات

06:06 - 11 إبريل - 2020
نبيل عمرو
الكوفية:

لا يُعرف متى تنتج هوليوود فيلماً عن «كورونا» يستمتع به من بقوا على قيد الحياة منا، مثل استمتاع الناجين من المحرقة ومعسكرات الاعتقال في الحرب العالمية الثانية حين يشاهدون الأفلام التي صورت محنتهم.

في أيامنا هذه التي لا يعرف أحد متى تكون نهايتها، يبدو أن سكان المعمورة جميعاً يعيشون فيلم رعب طويلاً انقسمت فيه البشرية إلى فئتين؛ الأولى مصابة فعلاً بـ«الكورونا»، والثانية تمتلئ رعباً من احتمال الإصابة بها.

الفئة الثانية تخضع لحجر منزلي طوعي أو إلزامي، وذلك يعني اتحاد جميع سكان المعمورة في هوس متابعة الأخبار، فليس أمام من يجلس قبالة التلفزيون أو شاشة الكومبيوتر سوى فعل ذلك.

الإعلام المرئي والمسموع التقليدي والإلكتروني صار هو المتحكم المطلق بوعينا وبمجريات حياتنا اليومية وكأنه في حالة اندماجية مع الفيروس. فقد الإعلام الجديد والمثير للاشتغال به، بعد أن صارت كل معالجاته بشأن السياسة والحروب والمناكفات بين الدول، مجرد تكرار ممل للأخبار.

والأكثر مدعاة للملل هم أولئك الذين يعدون على أصابع اليدين وتقدمهم الفضائيات على أنهم خبراء سياسيون أو عسكريون، وأحياناً يصل التجرؤ لحد وصف بعضهم من قبيل الإثارة بالمفكرين الاستراتيجيين.

اكتساح «الكورونا» لوسائل الإعلام ولشبكات التواصل الاجتماعي، أفسح المجال لظهور نوع جديد من الخبراء الذين اكتشفتهم أو اخترعتهم الفضائيات، تحت اسم خبراء مكافحة الأوبئة، وهذا النوع الجديد من الأساتذة المفروضين علينا يواصلون تعريفنا بما لا يعرفون أصلاً، ويخلصون غالباً إلى دعوتنا لتفادي العطس في وجوه الآخرين وغسل اليدين قبل الأكل وبعده وأشياء أخرى من هذا القبيل يفترض منطقياً ألا تنتج الفضائيات من أجلها خبراء وعلماء.

لا نملك نحن الذين أصبنا بالإدمان على الشاشات مع قلة منا ربما اتجهت إلى القراءة بعد هجر مزمن، إلا أن نواصل ما نحن فيه علنا نسمع ذلك الخبر الوحيد الذي يخرجنا من حالتنا الكارثية ويفتح في جدار رعبنا ويأسنا نافذة أمل، كأن تعلن منظمة الصحة العالمية عن نجاح العلماء الحقيقيين الذين لم يظهروا على الشاشات في إنتاج اللقاح القاهر لـ«الكورونا» وسيكون في الأسواق في وقت محدد... في الشهر المقبل أو حتى السنة المقبلة.

وإلى أن يأتي هذا الخبر السعيد فإن مصممي الحملات الإعلامية الذين هم حكام حياتنا الفعليون، يواصلون إبداعاتهم في إنتاج موضوعات تتجاوز تعليمات السلامة والوقاية، وتحتاج إلى خبراء لهم باع طويل في الإجابة عن أي سؤال.

مثلا... أظهرت السوق من يتصدون لموضوع عنوانه الأكثر جاذبية كيف سيكون العالم بعد «كورونا»، وعليك كجالس أمام التلفزيون أن تتابع بشغف كيف يجري تركيب الوضع الدولي من قبل هواة أو منجمين كما لو أنهم يركبون مكعبات الليغو.

أحدهم بشر بانتهاء العهد الأميركي وولادة العهد الصيني على مستوى الزعامة الكونية، وبعضهم قرر انتهاء زمن العولمة لمصلحة التقوقع داخل الحاضنة القومية أو العرقية، وغيره قرر أن «الكورونا» برهن على أن العولمة هي قدر العالم الذي لا تستغني دوله ومجتمعاته ومؤسساته عن بعضها، خصوصاً أن شبح الفيروس الذي سيخلف «كورونا» يسيطر على النفوس والعقول، ويثير خوفاً جدياً مما سيحمل المستقبل.

وفي مجال آخر مكانه شبكات التواصل الاجتماعي، حيث الإعلام المؤثر بأضعاف مضاعفة عن الإعلام التقليدي، فقد بين «كورونا» أن الشعوذة التي كانت محدودة حتى في زمن الجاهلية صارت واسعة الانتشار في القرن الحادي والعشرين، بل صارت العلاج الذي لا علاج غيره، ليس لـ«الكورونا» وحده وإنما للسرطان وحتى هشاشة العظام، فمن يتبع تعليمات المشعوذ الذي يستخدم أهم وسائل التكنولوجيا الحديثة، يكفه النطق بعدة أدعية حتى يتمتع بمناعة حاسمة ضد كل الأمراض ولن يعرف الطريق إلى المستشفى الذي يصفه غالباً كمصدر للوباء وليس كعلاج له.

في حشرتنا التي بدأت بعطسة ظهرت في الصين وما تزال مستمرة حتى إشعار مجهول في جميع أرجاء الكون، وإلى أن تزف لنا منظمة الصحة العالمية بشرى اكتشاف اللقاح السحري والفعال، فليس أمامنا إلا أن نواصل الجلوس أمام الشاشات والاستماع لفتاوى ضيوف الفضائيات، ومن لديه بديل فليأتنا به. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط".

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق