- بوريل: الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مستوطنين في الضفة والقدس بسبب انتهاكات خطيرة ضد الفلسطينيين
غزة – عدلي أبوطه: يواصل جيش الاحتلال انتهاكاته ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث تنوعن تلك الانتهاكات بين إطلاق نار مباشر واعتقال في السجون، وكان آخرها إطلاق النار تجاه ثلاثة فتية لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر بزعم محاولتهم التسلل إلى الأراضي "الإسرائيلية"، بعد إلقاء قنبلة يدوية نحو الجنود المتمركزين داخل السياج الفاصل.
ظاهرة تسلل الفلسطينيين التي ظهرت مع بداية مسيرات العودة قبل حوالي عامين هي ظاهرة قديمة متجددة، حيث تسلل العشرات من الشبان عبر السياج، بحثًا عن حياة كريمة ظنًا منهم أنها ممكن أن تعوضهم عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، لكن سرعان ما يواجهون إما خطر الموت أو الإصابة أو الاعتقال لتبدأ لهم حياة جديدة ومصير مجهول.
مطالبات بالكشف عن مصيرهم
في إحدى زوايا المنزل تجلس والدة الفتى محمد أبو منديل تنظر إلى صوره التي كان يلتقطها مع أصدقائه أصبحت اليوم ذكرى لعائلته وتقول لـ"الكوفية": "محمد طالب مدرسة يدرس في مرحلة الثانوية العامة "توجيهي"، وكانت حياته كباقي الشبان في سنه، ملتزم في دراسته في بيت خالته القريب من المدرسة، كون منزل العائلة بعيد عن مدرسته.
وتضيف، لم يكن يظهر على محمد أي معالم تدل أنه على علاقة بأي فصيل فلسطيني أو مخربين كما يدّعي الاحتلال الإسرائيلي، وابني لا يملك المال الكافي لشراء قنبلة فكيف يقوم بإلقاء قنابل تجاه الجيش مؤكدة، الاحتلال يريد أن يُبرر جريمته بحق الأطفال الثلاثة.
من جانبه، أوضح هاني أبو منديل والد الطفل محمد لـ"الكوفية"، أنه توجه إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد الحدث، لمعرفة مصير نجله، مشيرًا إلى أن الصليب الأحمر أبلغه بعدم تلقيه أي معلومات حول مصير الأطفال الثالثة، وهو ينتظر بفارغ الصبر أي معلومة تدل على مكانهم أو تكشف عن مصيرهم.
وتطالب عائلة أبو منديل كافة الجهات المسؤولة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى جانب المراكز الحقوقية بضرورة التدخل للكشف عن مصير ابنهم محمد إن كان قد أصيب أو اعتقل أو استشهد.
خرج ولم يعد
وفي منزل عائلة الطفل محمود أبو سعيد وهو أحد الأطفال الثلاثة تجلس والدته تقلب صور نجلها مع أصدقائه تقول لـ"الكوفية": عاد من المدرسة وتناول وجبة الغذاء ثم أخبرني أنه يريد الخروج مع أصدقائه إلى مخيم المغازي، ومنذ ذلك الحين خرج ولا لم يعد، ومضت الساعة حتى تلقينا خبر عند الساعة العاشرة مساءً من زوج ابنتي أنه سمع في الحي الذي نسكنه أن محمود كان يحاول التسلل عبر الحدود وأصيب بإطلاق نار من جنود الاحتلال وهو برفقة ثلاثة من أصدقائه.
من جهته، نفى شقيق محمود في حديثه لـ"الكوفية"، أن يكون مقطع الفيديو المصور الذي بثه جيش الاحتلال عبر إعلامه صحيحًا، حيث لم يظهر فيه ملامح لأشخاص يلقون قنابل كما يدعي الاحتلال، مؤكدًا أن الاحتلال يحاول أن يخفي جريمته بحق الأطفال.
وطالبت العائلة كافة المراكز الحقوقية والجهات المسؤولة بالتدخل من أجل معرفة مصير انبها المفقود منذ أيام.
عوامل وإحصائيات
بدوره بين الباحث القانوني في مركز الميزان لحقوق الإنسان باسل أبو جري خلال حديثه لـ"الكوفية"، أن هناك عدة عوامل دفعت الفلسطينيين في قطاع غزة للتفكير في خيارات صعبة كالتسلل عبر السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي، فأهم العوامل هي الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عامًا والذي أثر على كافة مناحي الحياة وأدى لارتفاع معدل البطالة التي سجلت نسبة 45% في صفوف القوى العاملة من فئة 15 عامًا فما فوق بالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف، "كل من يحاول التسلل عبر السياج فهو معرض لثلاثة نتائج إما أن يفقد حياته أو يُصاب أو يتم اعتقاله، مشيرًا إلى أنه منذ مطلع عام 2019 وحتى اليوم سجلت التقارير 6 أشخاص فقدوا حياتهم برصاص قوات الاحتلال أثناء تسللهم عبر السياج إضافة إلى 86 حالة اعتقال لأشخاص حاولوا التسلل.
وأكد أبو جري أن ظاهرة التسلل ستستمر طالما استمر الحصار الإسرائيلي على القطاع وصعوبة الوضع الاقتصادي مع انعدام مقومات المعيشة وبالتالي سيتم فقد المزيد من الشبان والأطفال.