اليوم الخميس 28 مارس 2024م
عاجل
  • مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة ارحيم في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
وزارة التجارة التركية تنفي تصدير سلاح وذخيرة إلى «إسرائيل»الكوفية القيادة المركزية الأميركية: دمرنا 4 مسيّرات أطلقها الحوثيون باليمنالكوفية بلينكن يزور فرنسا الأسبوع المقبل ويناقش مع ماكرون دعم أوكرانيا ومنع التصعيد في غزةالكوفية الأردن يعلن تنفيذ 5 إنزالات جوية للمساعدات على قطاع غزةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 174 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة ارحيم في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية الإعلام الحكومي: جيش الاحتلال أعدم 200 نازح داخل مجمع الشفاء الطبي واعتقل 1000 آخرينالكوفية الفداع المدني: الاحتلال استهدف 65 من أفراد طاقمنا منذ بدء عدوان الاحتلالالكوفية الدفاع المدني: منطقة مجمع الشفاء فيه مئات الشهداء بسبب القصف الإسرائيليالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف محيط مدرسة فيصل أبو سعدة بالحي الياباني غرب خان يونسالكوفية جيش الاحتلال يعترف بإصابة 8 جنود خلال الساعات الـ 24 الماضيةالكوفية جيش الاحتلال ينسف منازل في محيط فندق الأمل غرب غزةالكوفية حول قرار مجلس الأمن الأخيرالكوفية عشية «اليوم التالي».. ضوء أخضر أمريكي لاحتلال معبر رفح!الكوفية لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكيالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 32552 شهيدا و74980 مصاباالكوفية ارتفاع ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 30 مواطناالكوفية «الخارجية» تحذر من مخاطر التعايش الدولي مع الرفض الإسرائيلي لقرار وقف إطلاق النارالكوفية «أونروا»: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة ويجب رفع القيود الآنالكوفية الخارجية الأمريكية: لدينا بدائل للعملية العسكرية برفح والمفاوضات لم تنتهالكوفية

إسرائيل مستثمر سياسي للمحرقة

18:18 - 25 يناير - 2020
رجب أبو سرية
الكوفية:

رغم ما حدث من إزعاج للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وهو يزور كنيسة الصلاحية والمسجد الأقصى في القدس والذي ذكرنا بما حدث مع سلفه الراحل الرئيس جاك شيراك عام 1995، ورغم أنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حرصا على إحداث حالة من التوازن في زيارتيهما ضمن حشد من زعماء الدول لإسرائيل بمناسبة المحرقة، إن كان لجهة زيارة رام الله وبيت لحم، أو لجهة زيارة الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، إلا أن حضور أو مشاركة أكثر من أربعين دولة ممثلة برؤسائها أو رؤساء حكوماتها لإسرائيل يعتبر إنجازاً سياسياً لدولة الاحتلال، تسعى دون شك لاستثماره في محاولتها "تبييض" احتلالها لأرض دولة فلسطين، كما يظهر أيضاً بأن إسرائيل ليست دولة منبوذة تماماً، وأن "تراخي" حائط الصد العربي، وما حدث فيه من اختراقات تطبيعية إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، قد أتى أكله، وحقق لها وهي محكومة بأسوأ حكومة بل بأكثر حكوماتها تطرفاً، وكذلك في ظل تعنتها وإغلاقها أبواب السلام في وجه الشعب الفلسطيني.

رغم ذلك، فإن من ينظر إلى الأفق لما هو أبعد من أنفه، عليه أن لا يتطير، وأن لا يظن بأن "الخراب" قد وقع، فممثلو أربعين دولة يتذكرون المحرقة ويظهرون تعاطفهم مع الضحايا، ولو أن اللقاء كان في نيويورك أو وارسو، لربما كان الحضور أكثر وكان الاهتمام أبعد، كذلك التعاطف مع الضحايا اليهود الذين قتلوا على أيدي النازية في الحرب العالمية الثانية، لا يعني بأن إسرائيل هي الوريث الشرعي لتراث هؤلاء الضحايا، وإن كانت هي تعد نفسها دولة يهودية، فليست كل دولة مسلمة من حقها أن تتحدث باسم ضحايا مسلمين سقطوا في مكان ما، كذلك ليس من حق دولة مسيحية، أن تتحدث باعتبارها صاحبة الحق وحتى الشعور الإنساني الخاص بضحايا مسيحيين سقطوا ضحية استبداد أو مجازر في مكان ما.

أولاً لا بد من ملاحظة بأن معظم الحضور هم من الدول الأوروبية إضافة إلى أميركا بالطبع، وهذا مبعثه أن الأوروبيين الذين حدثت المحرقة على أرضهم، ما زالوا يشعرون بالذنب بدرجات متفاوتة تجاه تلك الواقعة، لذا فإنهم تعاطفوا كثيراً مع دولة إسرائيل لدرجة عدّ فيها البعض وعد بلفور نفسه جزءاً من هذا، لذا فإنه في محاولة ترتيب الجهد السياسي رداً على هذا الحشد الدولي، لا بد من ملاحظة هذا الأمر وبأبعاده دون تجاهله ودون المبالغة في حجمه بتضخيمه.

وفي منطق السياسة لا بد من لحظ التوظيف السياسي وأبعاده، فالدرس الذي قدمه ماكرون وبوتين يقول إن الإقرار بوجود إسرائيل في حدود آمنة لا يعني الشد على يدها كدولة محتلة، وحين يحدث هذا في لحظة ما، فإنه يكون بسبب إدارة غير رادعة للمعركة السياسية من الجانب المقابل لإسرائيل.

والمنطق الذي لا بد من الاستناد عليه هنا، يكمن في الإجابة على السؤال: هل يحق لضحية ما أن تمارس بحق غيرها ما فعله بها الجلاد في زمن سابق؟ وإن كان هذا ممكناً، فإن الكوارث التي تحدث بفعل البشر الأشرار ستستمر إلى ما لا نهاية.

وقد سجل التاريخ بحق إسرائيل نفسها واقعة النكبة وما تخللها وما تلاها من مجازر جماعية بحق الفلسطينيين، كذلك فإن أهم درس لابد من تذكير البشرية به، هو أن كل عمليات الإبادة العرقية بحق البشر، إنما حدثت في ظل الحروب الكونية والإقليمية، وبدوافع ونوازع السيطرة ونفي الآخر، لذا فإن خلاص البشرية يكمن في منع الحروب ونشر ثقافة التعايش بين البشر، وليس بالاستمرار في اتباع سياسة التفوق العرقي، وفرض القهر والاستعمار من قبل دول قوية عسكريا، كما هو حال إسرائيل اليوم.

كذلك لا بد من القول إنه لا يستوي ولا يقنع التعاطف الإنساني مع ضحية دون إظهار نفس الشعور تجاه ضحية أخرى، فكل البشر سواء، وعلى هذا الكوكب لا بد أن يعيش وأن يتعايش الجميع في ظل مساواة وعدالة سياسية واجتماعية لا تفرق بين أسود وابيض، بين يهودي ومسلم، مسيحي أو بوذي.

المهم هو أن تجد إسرائيل من داخلها أولاً، ومن بين أصدقائها ثانياً، من يأخذ بيدها لتخرج من إسار عقدة الرهاب، وتقطع حبل العلاقة بين التعاطف الإنساني والتوظيف السياسي لذكرى الضحايا، لأن في ذلك فقط خلاصها، لا أن تجد من يشد على يدها، خاصة في احتلالها وفي سياستها لفرض ذاتها بمنطقها الاحتلالي على الآخرين، لأن المشكلة دائماً ليست في البشر، بل في بعضهم وبالتحديد في النظام الذي يقيمونه، فإن كان قائماً على أساس العدالة، حقق الأمن والسلام، وإن كان غير ذلك حقق لشعبه ولغيرهم الحروب والكوارث، وأهم ما في الأمر هو الذهاب بالحاضر لمنع حدوث كوارث أخرى بحق اليهود والمسلمين وكل البشر.


الأيام الفلسطينية

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق