خاص بالفيديو والصور|| عدوان "تركي" على سوريا وتنديد دولي مستمر.. "أهداف أنقرة"

الكوفية:

غزة _ ميرفت عبد القادر: أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التاسع من شهر أكتوبر الجاري بدء العدوان التركي شمال شرقي سوريا، مستهدفا ما قال إنها "تنظيمات إرهابية".

وبدأ العدوان التركي على الشمال السوري، بغارات جوية، تدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزرا.

وقصفت المقاتلات التركية، مناطق في شمال شرق سوريا، وبدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية.

وشهدت مناطق شمال شرق البلاد على الحدود مع تركيا، انفجارات عدة، وطال العدوان التركي، تل طويل بالمالكية بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي"وأماكن عدة.

فيما أدانت سوريا بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية التي تشكل انتهاكاً فاضحا للقانون الدولي وخرقا سافرا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على احترام وحدة وسلامة وسيادة سوريا، معتبرةً السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية في أراضي الجمهورية العربية السورية ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة وما يدعيه النظام التركي بخصوص أمن الحدود يكذبه إنكار هذا النظام وتجاهله لاتفاق أضنة الذي يمكن في حال احترام والتزام حكومة أردوغان به من تحقيق هذا الشيء" .

سحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من منطقة شمال شرق سوريا

وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، سحب قواتها من منطقة شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا، وسط استعدادات الأخيرة لشن عدوان على الشمال السوري واحتلال أجزاء بعمق 30 كلم داخل الراضي السورية.

وتوعدت سوريا، بمواجهة العدوان التركي الغاشم على أراضيها، بكل الوسائل والسبل المشروعة، مؤكدة أن تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، حول حرصه على حماية الشعب السوري وحقوقه لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع.

ردود الأفعال حول الغزو التركي لـ سوريا

توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على شروع أنقرة بتنفيذ العدوان على سوريا ، الأربعاء الماضي.

وأدان القيادي الفلسطيني "محمد دحلان"، الغزو العسكري التركي لأراضي سوريا، معتبرًا حجج الغزو واهية سقيمة، وتفضح أطماع نظام أردوغان لاقتطاع أجزاء من سوريا واصفاً قطعانه الغازية بالجيش (المحمدي)، وكأنها جحافل تحرر أرضاً إسلامية أو موجهة لتحرير القدس.

وفيما أعلنت الفصائل (الوطنية) الفلسطينية في بيان لها، إدانتها للعدوان التركي شمال شرق سوريا،  داعية جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية لوقف "العدوان التركي" على الأراضي السورية.

تنديد عربي

من جهتها قالت جامعة الدول العربي عقب اجتماع ضم وزراء الخارجية العرب، أن ما تمارسه تركيا في سوريا هو عدوان سافر وواضح ينتهك كل القوانين الدولية.

وأكد الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أن مقاطعة تركيا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، هو أمر متروك لكل دولة على حدة، ولا يتفق ميثاق الجامعة العربية على الإلزام طالما لم يتم التوافق بشكل كامل من الدول الأعضاء، لذلك فإن الباب يبقى مفتوحًا لكل دولة في اتخاذ ما تراه مناسبًا لمصالحها مع الجانب الآخر.

وكانت كل منا قطر والصومال أعلنتا تحفظهما على البيان الختامي، ما يعرقل اتخاذ موقف عربي مواحد إزاء العدوان التركي السافر على الأراضي السورية.

وقال ابو الغيط، إن مسألة عودة سوريا لأحضان الجامعة، لم تتحدد بعد لأسباب أهمها أن الجامعة لم تتلقَ طلبًا مكتوبًا من إحدى الدول الأعضاء بهذا الشأن، إذ أن عودتها تتطلب إجراءات يسبقها طلب مكتوب، كما كان تجميد عضويتها وفقًا لإجراءات أعقبت طلبًا مكتوبًا، مشيرًا إلى أن سوريا نفسها عليها مسؤولية مهمة وخاصة في سبيل استعادة مقعدها بالجامعة.

وأضاف أبو الغيط، إنه تقرر النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي على سوريا بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.

واعتبرت الجامعة، أن العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقًا واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وخاصة القرار رقم 2254.

واضافت في بيانها الخاتمي، أن العدوان التركي تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا على أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

وطالبت تركيا بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية، مشددًا على أن هذا العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية.

كما طالبت باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية.

من جهتها أصدرت الرئاسة المصرية، بيانًا صحفيًا، أعلنت خلاله، إدانة الرئيس عبد الفتاح السيسي "العدوان التركي" على الأراضي السورية، خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة، مؤكدًا على "رفض مصر للعدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا، الذي يتنافى مع قواعد القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية"، محذرًا " من التداعيات السلبية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وعلى مسار العملية السياسية، وكذا على الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها. .

ودعت الوزارة الخارجية التونسية، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية التركية الجارية بشمال شرقي سوريا حقنا للدماء وحفاظا على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، لافتةً إلى "أن تونس تتابع ببالغ الانشغال العدوان العسكري وما قد ينجم عنه من تعقيد للأوضاع وتهديد للأمن والاستقرار في المنطقة وتعميق معاناة الشعب السوري الشقيق، مطالبةً كافة الأطراف على ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار وفض النزاعات بالطرق السلمية، مؤكدة مجددًا على مبدأ احترام سيادة الدول وصون أمنها واستقرارها ".

من جانبه قال الرئيس القبرصى، نيكوس أناستاسيادس، إن العدوان التركي على سوريا ما هو إلا عملية استبدادية غير قانونية أخرى تهدف إلى خدمة المصالح التركية، مضيفًا :"إن هذا يمثل عملًا استبداديًا آخر غير مقبول لتركيا، وأنا لا أعتقد أن هناك ما يبرره بأي شكل من الأشكال".

وحذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من الهجوم التركي على شمال سوريا،  معتبرا ذلك "أنه سيساعد داعش في إعادة إقامة دولة خلافة" داعيًا تركيا لإنهاء العملية في اقرب وقت ممكن.

عقوبات تجاه تركيا

أعلنت كل من فرنسا وألمانيا، وهولندا، والتشيك، تعليق تصدير الأسلحة إلى تركيا على خلفية العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري.

وطالبت دول أوروبية أنقرة بوقف هذه العدوان العسكري، وطلبت عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، لبحث الهجوم التركي على شمالي سوريا.

وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، فيما دعا رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي جيري ماتيوس ماتجيلا، تركيا إلى "تجنب المدنيين" و"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

ودعت نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلاوديا روت، الحكومة الألمانية بوقف كل صادرات الأسلحة إلى تركيا، واصفة سياساتها بالإستبدادية، مناشدة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بشكل غير مباشر، جعل عضوية تركيا في الحلف موضع تساؤل، واتهمت روت أردوغان بشن حرب مخالفة للقانون الدولي.

وأبلغت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" نظيرها التركي بأنها بحاجة لإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع في شمال شرق سوريا، "قبل أن يتعذر إصلاحه"، محذرة من أن التوغل التركي يحمل مخاطر عواقب وخيمة على أنقرة

ترامب يتخذ أول إجراء عملي بحق تركيا

إتخذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أول إجراء عملي صارم بحق تركيا عقب هجومها العسكري على شمال سوريا، جاء ذلك على لسان وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين، في تصريح صحفي، قائلا: الرئيس ترامب، وقع أمرًا تنفيذيًا يمنح مسؤولين أمريكيين صلاحيات واسعة لفرض عقوبات على تركيا.

وأضاف منوتشين، أن ترامب فوض مسؤولين أمريكيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة "كبيرة جدا" على تركيا بعد أن شنت هجوما في شمال شرق سوريا، لافتًا إلى أن تلك العقوبات لن تطبق في الوقت الراهن.

وحمل الرئيس الأمريكي، تركيا المسؤولية كاملة عن إرهابيي تنظيم "داعش" المعتقلين في الشمال السوري، موضحاً عدم وجود عسكريون أميركيون في شمال شرق سوريا.

وأضاف ترامب، "منذ الأيام الأولى التي دخلت فيها الساحة السياسية، ذكرت بوضوح أنني لا أريد القتال في هذه الحروب التي لا نهاية لها والتي لا معنى لها، خاصة تلك التي لا تعود بالفائدة على الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن تلتزم تركيا خلال قيامها بالعملية العسكرية في سوريا بحماية المدنيين.

"العملية مستمرة" ورد أردوغان على التهديدات بفرض العقوبات

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن العدوان التركي مستمرا، رغم التهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده وحظر تصدير الأسلحة، مشيرا الى ان ذلك لن يدفع أنقرة لوقف عملياتها العدوانية المستمرة شمال سوريا.

وقال أردوغان في خطاب متلفز "بعدما أطلقنا عمليتنا واجهنا تهديدات مثل عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة، ومن يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيرًا، "مشددًا على أن بلاده ترفض التفاوض مع السوريين، كما ترفض الوساطة التي طرحها زعماء بعض البلدان في هذا الإطار".

وقال أردوغان إن "هناك من يعرضون الوساطة، كيف أصبح هؤلاء رؤساء حكومات ودول؟ هذا ما لا يمكن فهمه، متى رأيتم دولة ما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع منظمة إرهابية؟" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

وكشف الرئيس التركي أن قوات بلاده وحلفاءها من مقاتلي المعارضة السورية سيتوغلون مسافة تتراوح بين 30 و35 كيلومترا في أراضي سوريا، مؤكدا على أن تركيا لديها القدرة على تدمير المنطقة التي يسيطر عليها "الأكراد".

وزعم أردوغان أنه تم فعليا السيطرة على 109 كيلومترات مربعة حتى الآن من خلال "العدوان"، مشددا على أن العدوان لا يستهدف الشعب السوري ولا الأكراد في سوريا بل "الإرهابيين"، على حد زعمه.

حصيلة الخسائر البشرية المتصاعدة

وأشار المرصد السوري إلى أن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الأطراف المتقاتلة شرق الفرات، ارتفعت إلى 60 عنصرا في صفوف "قوات سوريا الديمقراطية"، مقابل 42 مقاتلا في صفوف الفصائل الموالية لتركيا.

وفيما يخص حصيلة الضحايا بين المدنيين، أشارت "هاوار" إلى سقوط 6 قتلى و12 جريحا جراء القصف التركي على مدن وبلدات شمال شرق سوريا لتصل الحصيلة إلى 14 قتيلا و 46 جريحا بين المدنيين خلال الثلاثة أيام الماضية، حسب الهلال الأحمر الكردي.

حركة نزوح للمدنيين ومخاوف من تفاقم الأزمة

هذا وقد نزح 75 ألف شخص من مناطقهم شمال شرق سوريا، خوفًا من العدوان التركي الجاري، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أنه تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض، ورأس العين، والدرباسية، ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك على الرغم من الهدوء النسبي والحذر الذي تشهده المنطقة في العموم باستثناء تل أبيض ورأس العين، مشيرًا إلى أن "المدنيين النازحين منهم من يفترش العراء وقسم منهم توجه إلى مدينة الرقة، فضلًا عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة من انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات.