الكوفية:القدس المحتلة: أنهى مركز المنتدى الثقافي عرض خمس أفلام في شهر أيلول تتناول حياة النساء الفلسطينيات، وقد تنوعت جوانب حياة النساء الفلسطينيات كما أظهرتها الأفلام وما يتعرضن له من تأثير السياسات الاحتلالية الإسرائيلية.
فقد أثار فيلم "خيوط من حرير" للمخرجة ولاء سعادة من غزة، الامتداد الثقافي والحضاري الفلسطيني عبر استمرارية انتقال الشغف بالتطريز والعمل فيه عبر الأجيال، وهو أحد السياسات التي تتبناها النساء الفلسطينيات لمقاومة عوامل النييان والتعبير عن حق العودة. وقد عبر الحضور عن دور التطريز في الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني وحماية الذاكرة الفلسطينية، ولا سيما أن التطريز يعتبر من الممارسات التي لا تزال تحتفظ بها النساء الفلسطينيات ويشكل اقتنائهن للأثواب الفلسطينية وتعلم فن التطريز دلائل رمزية حول الهوية والتمسك بالتراث.
فيلم "الراعية" للمخرجة فداء عطايا، تناول عن حياة المرأة الراعية في غور الأردن وحياتها في ظل السياسات الإسرائيلية المتمثلة في مصادرة المياه، فقد حفز الحضور في إثارة نقاش حول الألم والمعاناة التي تعيشها المرأة، وكيفية سعييها للحصول على احتياجاتها الإنسانية، لا سيما أن المرأة الفلسطينية هي التي تتحمل العبء الأكبر من الممارسات الاحتلالية، فالمرأة هي تعمل على معالجة الأثار الناتجة عن فقدان المياه، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على حياتها، ورغم كل هذه المعاناة، تتمسك المرأة في الأرض وتحارب مصادرة الأرض بأدنى المقومات الحياتية.
"أرض ميتة" فيلم للمخرجة أمجاد هب الريح، تروي فيه حياة امرأتان من قرية عانين فقدن أرضهن خلف الجدار، وما تحمل أرضهن من ذكريات عائلاتهن، كما فقدان المصدر الاقتصادي لهن، وهو ما يسبب لهن ضغوطات اقتصادية ونفسية، وقد أثار الجمهور حالات مشابهة من حياتهن لأثر الجدار في منقطة شمال غرب القدس، فأثار الحضور دور الأرض في الحد من الفقر والعوز، وخاصة بعض النساء، كما هو الحال المرأتين اللتان عرض حالتهن الفيلم، جل خبرتهن وحياتهن تتعلق بهذه الأرض، وحاليا يصلن إليها عبر البوابات والتصاريح مما يسبب لهن الإهانة والتدرج في فقدان هذه الأرض.
كما أثار فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" للمخرجة فداء نصر جدلا في نقاش الحضور، فالمتوقع دائما من الفلسطينيين الصبر والصمود والمقاومة، ويعبر هذا الفيلم للوهلة الأولى بعكس ذلك، لاسيما الضغوط التي تواجه الفتاة الشابة الفلسطينية من قيود وضغوط يسببها العادات والتقاليد التي تقيد حرية الفتيات، بالإضافة إلى الممارسات الإسرائيلية التي تكبل المرأة وتدعم الممارسات الاجتماعية السلبية تجاه النساء. وقد أثار رغبة المخرجة بأن تكون فلسطينية في زرع بذور الأمل لدى النساء، في التغيير والصمود في مواجهة كل تلك التحديات، والثبات على الأرض والتمسك بها، والذي يحمل في طياته الاعتزاز بالهوية.
ويعكس فيلم "يوما ما" يوم من حياة أربع فتيات من غزة تختلف عن الحياة التي تصلنا عبر الاعلام أو التي نتوقعها، حيث يومهن مليء بالحياة وحب الوطن والتمسك فيه والأمل. وهو ما أثار نقاشا حول حرية المرأة في غزة والقيود على تنقلها وحركتها، والضغوط التي يمكن أن تواجهها هؤلاء الفتيات لممارسة حياتهن. وهو عكس حياة القتل والحرب التي زرعت في ذهن العديد من الفلسطينيين، فالفيلم أعاد النقاش إلى حياة الغزيين بعيدا عن الحرب والدمار.
ومن الجدير ذكره أن جميع الأفلام أخرجتها شابات فلسطينيات من قطاع غزة والضفة الغربيةـ وتأتي هذه العروض ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية -مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.