اليوم الجمعة 21 مارس 2025م
بالصور|| مركز العرب يناقش «استراتيجية الوحدة العربية» للشرفاء الحمادي في حفل الإفطار السنويالكوفية المحكمة العليا تجمد إقالة رئيس الشاباك ونتنياهو يلمح لعدم انصياعهالكوفية شهداء بينهم 6 أطفال بقصف الاحتلال شقة سكنية ومنزلا في غزة وخان يونسالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الرابع من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية تصفيات مونديال 2026: فينيسيوس يهدي البرازيل فوزاً قاتلاً على كولومبياالكوفية «تصفيات المونديال»: مواجهة البحرين تعني الكثير لكلويفرتالكوفية الرئيس التونسي يقيل رئيس الوزراء كمال المدوريالكوفية الجيش السوداني يعلن استعادة القصر الرئاسي... و«الدعم السريع»: المعركة مستمرةالكوفية مصر تعلق على أنباء عن عزمها نقل نصف مليون فلسطيني إلى سيناءالكوفية الخارجية: «التعايش الدولي» مع النكبة المتواصلة لشعبنا يشجع الاحتلال على تنفيذ مخططاتهالكوفية الإعلام العبري: المحكمة العليا تجمد قرار الحكومة عزل رئيس الشاباكالكوفية نتنياهو والحرب كوسيلة وحيدة للبقاءالكوفية متى تأمن إسرائيل؟الكوفية كيف يمكن النزول عن الشجرة ..؟الكوفية جيش الاحتلال ينسف مبنى مستشفى الصداقة التركي لمرضى السرطان وسط قطاع غزةالكوفية جلسة مفتوحة لمجلس الأمن اليوم بشأن فلسطينالكوفية الاحتلال يهدد بضم المزيد من أراضي غزة إذا لم تطلق «حماس» الرهائنالكوفية جيش الاحتلال يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثفالكوفية المستشفى الإندونيسي في شمال غزة استقبل 43 شهيدا و82 مصابا فجراالكوفية «حماس»: نتنياهو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادلالكوفية

الصفقة وضمان استقرارها ...!

18:18 - 26 يناير - 2025
أكرم عطا الله
الكوفية:

لأول مرة يضع رئيس أميركي ساعة زمنية محددة لإتمام اتفاق بين طرفين فيما بدا أنه كإنذار لهما اسرائيل وحركة حماس مستخدماً قوة تأثير وصوله للبيت الأبيض. ويمكن القول ارتباطاً بشخصية ترامب شديد الاهتمام بعظمته الشخصية كرجل قادم من خارج الدولة العميقة ورصانة سياستها، إنه لم يكن يريد أن تشوب تتويجه «كملك الملوك» أي شائبة، فهذا يوم تاريخي كما قال في خطابه، وعلى السلاح أن يصمت احتراماً وعلى الكاميرات في العالم أن تكون مسلطة فقط على صورة واحدة فقط: صورة وضع التاج على رأسه.

بعد الاتفاق، عندما سألوه هل يمكن أن يستمر قال، «ليس لدي ثقة بأن وقف إطلاق النار سيستمر وأن تلك ليست حربنا» والرسالة أنه يتوقع استئناف اسرائيل للهجوم على غزة وهي مرتاحة بعد أن تكون قد أخذت أسراها الأحياء كما تقدر أجهزة الاستخبارات عددهم. فقد تراجعت المصلحة أو بالأحرى بدا أن الرجل يفكر بعقل أميركي تقليدي وهو تعزيز تفوق اسرائيل وقوة ردعها.

هذا ما تقوله ميشيل بليتنك في تقريرها، «من غير الممكن أن تكون اسرائيل مستعدة لترك هذه النتيجة، وتمتد هذه الحقيقة أبعد من سموتريتش وبن غفير وحتى بنيامين نتنياهو وكل له أسبابه الشخصية في استمرار الحرب، إن وقف إطلاق النار الدائم من شأنه أن يشل محاولات اسرائيل للردع بل حتى سيحول رعب الإبادة الجماعية إلى قصة إلهام فلسطيني»، ولهذا السبب كما تقول، «قبل كل شيء يتفق ترامب مع نتنياهو على أن وقف إطلاق النار هذا لن يستمر».

استغلت اسرائيل الوقف المؤقت للذهاب بعملية كبيرة في جنين، ليس فقط إرضاء لرئيس حزب «الصهيونية الدينية» الذي صوت حزبه في الحكومة ضد الصفقة وتعويضه بثمن يدغدغ ما لديه من فائض الأيديولوجيا وهو ما طالب بنيامين نتنياهو به كشرط لعدم الانسحاب من الحكومة، بل أيضاً هي فرصة تَوَقُّف لإتمام عمل في الضفة مستغلة تهدئة غزة واستغلال بعض القوات العاملة هناك اللازمة لإتمامها قبل العودة للقتال.

الصور القادمة من غزة التي ترافق جولات إطلاق سراح الأسيرات تعزز موقف المطالبين لعودة الحرب وهم كثر. صحيح أن اسرائيل ومصالحها لا تحتاج بعض اللقطات لتقرر سياستها ولكن ما يأتي من غزة يحسم الجدل بشكل كبير ويضعف أكثر موقف دعاة استكمال مراحل الصفقة لتضغط نحو عودة سريعة، فكتاب الرأي في اسرائيل وقادة الرأي العام ومراكز الدراسات ومستشارو الأمن القومي السابقون معظمهم مجندون لاكتشاف الثقوب في جبنة الصفقة ولا يرون غير ذلك، تضاف لهم تقديرات الأمن بأنها تشكل خطراً استراتيجياً لو كانت تلك النهاية للحرب.

حكم حركة حماس لغزة هو واحد من ثلاثة أهداف للحرب، أشرف بنيامين نتنياهو على وضعها، وهي إطلاق سراح الأسرى وإنهاء حكم «حماس» لغزة وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لأمن اسرائيل. وهي أهداف تشكل إجماعاً نادراً بعد أكثر من عامين على انقسام سياسي كبير منذ تشكيل حكومة نتنياهو نهاية 2022 والقرار الإسرائيلي بإنهاء حكم الحركة وإصرار الحركة على الحكم يشكل معضلة كبيرة تنذر باستمرار الحرب لمدة طويلة. وحين يتنازل أحد الأطراف عن هدفه ستتقرر النهاية، واسرائيل مدعومة من الرئيس ترامب الذي تقف خلفه مريام إدلسون التي تبرعت لحملته بمبلغ 100 مليون دولار من أجل ضم الضفة الغربية وتحطيم الفلسطينيين وضمان أمن اسرائيل.

يضاف للتخوفات تأثير الدائرة القريبة لترامب التي ظهرت من تعيينات إدارته والمحيطين به، حيث بدا أن نتنياهو يقف على يسار بعضهم مثل سفير ترامب في تل أبيب مايك هاكابي. فمعظم من لهم علاقة بالملف الفلسطيني أو ملف الشرق الأوسط متحمسون للسياسات اليمينية في اسرائيل بل وتضاف لها الأرباح الكبيرة التي تحققها الشركات الأميركية من خلال الجيش الإسرائيلي، وهو ما يسعى ترامب لتعزيزه كرجل يبتدئ ولايته بالحديث عن المال والاستثمارات برسالة محرجة لدولة كبيرة ويفترض أنها شريكة مثل السعودية عن الاستثمار ودفع أموال.

لم يأبه ترامب بالفلسطينيين وكل ما كان يريده من الصفقة عدا حبس أنفاس التاريخ لحظة «تتويج الملك» هو عودة الأسرى الإسرائيليين. هذا ما قاله، أما الأسرى الفلسطينيون وقتل 60 ألف فلسطيني، 47 ألفا منهم وصلوا المستشفيات وتم تسجيلهم  والباقي تحت الأنقاض فتلك ليست قصة تستحق التوقف. وحين تكتمل عودة الأسرى الإسرائيليين من المتوقع عودة ترامب للالتصاق الكامل بإسرائيل وقد عاد للهذيان مرة أخرى ليفكر بإرسال سكان القطاع إلى أندونيسيا، وهي إشارة ساخرة لكنه جدي.

التساؤلات حول الحرب والصفقة وظهور «حماس» الاستعراضي تتسع في اسرائيل وحول ماذا كان يفعل الجيش طوال الحرب فلا أعاد أسرى ولا أزال «حماس»، وهي تساؤلات تضعف موقف دعاة استكمال الصفقة والذهاب نحو وقف دائم لإطلاق النار وخاصة بعد تغيير الطبقة السياسية والأمنية لتجيء حكومة نتنياهو بتعيينات أكثر يمينية تؤمن بشعار الانتصار الكامل الذي تعرضه صور غزة للخدش بل للإهانة، وهي ترجح كفة العودة للحرب كخيار كان سموتريتش قد أعلنه قبل توقيع الصفقة بأنه صفقة جانبية عقدها مع نتنياهو لإقناع مؤيديه ببقائه في الحكومة.

ماذا يعني ذلك؟ مؤشرات استئناف الحرب أعلى من مؤشرات وقف الحرب. وهنا لا بد من القول، إن الفلسطينيين وعلى رأسهم حركة حماس أضاعوا ما يكفي من الوقت دون نقاش حكم غزة. فحكم الحركة يعني حربا طويلة ودون السماح بإعادة الإعمار وقد يكون هذا سيناريو يدفع باتجاه فكرة ترامب ليس لأندونيسيا بل ربما للبحث عن متعهدين آخرين قبل أن يكون الفلسطينيون قد فكروا بخيار تثبيتهم على الأرض وعودة الحياة لغزة التي تقف السلطة كخيار قادر على فعل ذلك، وهو ما لا تقبله الحركة بعد.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق