اليوم السبت 27 يوليو 2024م
عاجل
  • الإعلام الحكومي: 18 شهيدا وعشرات الإصابات في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصف نقطة طبية في دير البلح بالمحافظة الوسطى
  • شهداء ومصابون إثر غارة للاحتلال استهدفت مدرسة تؤوي نازحين غربي دير البلح وسط قطاع غزة
  • شهيدان أحدهما طفل إثر قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس
الإعلام الحكومي: 18 شهيدا وعشرات الإصابات في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصف نقطة طبية في دير البلح بالمحافظة الوسطىالكوفية تطورات اليوم الـ 295 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون إثر غارة للاحتلال استهدفت مدرسة تؤوي نازحين غربي دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية شهيدان أحدهما طفل إثر قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونسالكوفية مؤسسات الأسرى: ارتفاع حصيلة الاعتقالات إلى أكثر من 9840 منذ السابع من أكتوبرالكوفية قوات الاحتلال تشدد من إجراءاتها العسكرية شرق نابلسالكوفية كتائب الأقصى: دكَّ مقاتلونا تجمعات لجنود العدو على طول خط الإمداد في محور "نتساريم" بقذائف الهاون من العيار الثقيلالكوفية شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة السيدة خديجة غربي مدينة دير البلح وسط القطاعالكوفية أولمبياد باريس.. مواجهات كروية نارية تنتظر 3 منتخبات عربية اليومالكوفية الخارجية الأمريكية: نعمل كل يوم لوقف إطلاق النار في غزةالكوفية مصادر طبية: استشهاد طفل في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع نتيجة الجفاف وسوء التغذيةالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف محيط أبراج الكلية وجمعية الصلاح شمال غرب دير البلح وسط القطاعالكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات عنيفة غرب دير البلح وسط القطاعالكوفية شهيد وإصابات بقصف استهدف المقبرة القديمة وسط خان يونس جنوب القطاعالكوفية إصابة شاب مقدسي برصاص الاحتلال في العيساويةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي شرقي مدينة خانيونس وشمال غرب مدينة رفحالكوفية المعتقل أحمد شيباني من بلدة عرابة يدخل عامه الـ 22 في سجون الاحتلالالكوفية «اتحاد الكتاب» يعلن تشكيل الجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين بالشراكة مع الحركة الشعرية العالميةالكوفية لغة هاريس «الإنسانية» عن فلسطينالكوفية فيديو|| جيش الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين في مدينة دير البلح وسط القطاعالكوفية

الأب.. الابن.. المُفكر والساخر

10:10 - 02 مارس - 2024
رامي مهداوي
الكوفية:

هذا المقال ليس سوى فكرة تتمثل في خلق حوار بين الأب المفكر والابن الساخر، حوار قمت بتجميعه من نصوص نَشره كلٌ منهما على حدة. لم أقم بتغيير أو إضافة أو تعديل على النصوص الخاصة بهم، وإنما قمت بإدخال النصوص على شكل حوار بينهما. قبل البدء اسمحوا أن أعرفكم على أبطال المقال:

ــــ العم العزيز غازي جمال حسين الصوراني "أبو جمال" وهو مفكر وباحث فلسطيني، العمر 78 عاما، له العديد من الإصدارات والأبحاث.

ــــ الأخ والصديق العزيز أكرم غازي جمال حسين الصوراني، درس الحقوق وهو كاتب ساخر، العمر 42 عاما.

الأب والابن متواجدان حتى إعداد هذا النص في فلسطين: غزّة، خان يونس، رفح، الخيمة، المجهول!

غازي: غزة نتيجة للقصف الهمجي الذي أدى إلى استشهاد أكثر من ثلاثين ألفا وجرح ما يزيد على سبعين ألفاً ودمار اكثر من 60% من بيوتها ومدارسها ومستشفياتها أصبحت مقبرة موحشة بلا قبور.. لا مياه ولا كهرباء ولا مستشفيات ولا مأوى يحمي من المطر والبرد.. لكننا صامدون.. إلا أننا لا نعرف هل سنعيش أو نموت، اليوم أو غداً.

أكرم: من الحرب فصاعداً يبدو كل شيء أكثر سخافة! تفكيرك بلون قميصك ومدى مطابقته للون بنطلونك، حرصك غير المبرر على المبالغة في تلميع جزمتك، سلسلة مفاتيحك، سلسلة همومك، عصبيتك، التفكير برائحة جرابينك، وتذكُّرَك أن الفردة اليسار (مخزوقة) بعد أن طلب منك صديقك ضرورة خلع الحذاء على الباب حفاظاً على سمعة البيت! إصابة الغسّالة بسكتة قلبيّة في الحوض، وإصابة الثلاجة بجلطة دماغية في الماتور، وحتى إصابتك بطعنة إنفلونزا غادرة!

غازي: وصلت الثامنة والسبعين من العمر.. ووصلت الخيمة في مواصي رفح، بعد رحلة نزوح مُضنية لم أكن أتخيلها في أسوأ كوابيس حياتي، استيقظت فجر 13 أكتوبر 2023 على النبأ الكابوس، كنت وزوجتي شريكة عمري أم جمال والأولاد والأحفاد، كما الآلاف من أبناء شعبنا مضطرين تحت القصف وتهديدات سرعة الإخلاء إلى النزوح نحو الجنوب! تركنا البيت في لحظات إرباك، ورعب، وذهول، وصمت، وصوت قصف يكسر ذهولنا، ويكسر الظهر، والقلب!

أكرم: من الحرب فصاعداً يبدو كل شيء أكثر سخافة! محاولتك الاستحمام والتحضيرات اللوجستية لحظة الدخول للاستحمام وما يرافقها من استخدام المنشفة على اليمين وعلى اليسار وأسفل الصرّة وفجأة تكتشف "إنّو الوجبة البيضا (لسّه في الغسيل)"، حينها تدرك معنى "دخول الحمّام مش زي خروجه"! قيام أحد أبنائك بكسر الريموت كونترول وإتلاف جهاز اللاب توب خاصتك، وفقدان ملفات مهمة كنت نسيت تخزينها في فلاشة سعة 16 جيجا، وبعد فوات الأوان تكتشف أن ثمّة شيئا لم يكن مهم التركيز معه أكثر من اللازم حتى "طوشة الفقر" ومصروف آخر الشّهر!

غازي: وصلت الثامنة والسبعين .. ووصلت خان يونس، وصلت رفح، ثم وصلنا الخيمة التي كتب عنها غسان كنفاني "خيمة عن خيمة بتفرق"! وبعد سني العمر التي فيها ناضلت، وحلمت كما كل أبناء جيلي بفلسطين حرة عربية مستقلة، أقول "خيبة عن خيبة بتفرق"! ما يحدث معنا، اليوم، في قطاع غزّة يتعدى حدود الخيبة وحدود النكسة، هي نكبة ثانية، ثلاثية الأبعاد، بكل الأبعاد، السياسية والوطنية والاقتصادية والمعيشية، نكبة أشد وأقسى من نكبة 1948، تغريبة فلسطينية جديدة غريبة الملامح والأطوار، من كثافة النيران وهول القصف والدمار والموت في أي لحظة حتى فحش وغلاء الأسعار!

أكرم: من الحرب فصاعداً سيبدو كل شيء أكثر سخافة! حتى تلك الليلة التي كانت "زي قاع الكيلة" عندما كُنتَ مُضطراً فيها لبيع مصاغ زوجتك من أجل شراء كماليات "ضرورية" عن "كزب" .. وعندما فجأة تشم رائحة غريبة وتتذكر الفرن وأن الطبيخ قد احترق ويحترق معه قلبك على الكيلو كفتة سادة الذي تنتظره من الشهر للشهر.. ويحترق على الكنب والسجادة بعد اندلاع القهوة فيها وتتظاهر أمام ضيفك "أبو دم تقيل الذي غالباً لا تحبه إنّو (عادي) وتزيد في منسوب الكزب وتقول إنو (كبها خير)!".

غازي: وصلت الثامنة والسبعين وكانت لا تستوقفني عبارة كل عام وأنت بخير، الآن تستوقفني كثيراً، فهنا في غزّة في كل دقيقة نحن نجتهد في البحث عن الخير، وعن الأمان وعن الاطمئنان على بعضنا في ذات المكان وسط بقعة من الدم يأكل فيها الناس كل شيء عدا الأكل، يطبخون كل شيء عدا الطبيخ، هنا من السخف أن يسألك صديق عن حالك لأن من السخف أن تقول له أنك بخير، ليس لأننا لسنا بخير، بل لأننا فقط ما زلنا أحياء! في عالم مزيف، لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم عن مجاعة يجوع فيها الجوع، وحرب طاحنة على الأرض وعلى الطحين، وبذخ وإسراف في الموت! وصلت بعد ثمانية وسبعين عاماً من العمر، وما زالت أحلامي وآمالي بَعد لم تصل .. لكنني مقتنع بقوة أن الآمال الكبيرة تولد من قلب الآلام العظيمة.

ملاحظة: لم ينته الحوار، وللقصة بقية لم تكتب بعد، لا يتسع حيز هذا المقال "خرم إبرة" لها.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق