اليوم الخميس 25 إبريل 2024م
عاجل
  • الإعلام الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 141 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع
طلبة أمريكا ومسلموها.. بيضة قبّان جديدةالكوفية 2000 يوم من العدوان: حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصلالكوفية الاحتلال اعتقل 8455 مواطنا من الضفة منذ بدء العدوانالكوفية الإعلام الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 141 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاعالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 202 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 202 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يغلق مدخلي المغير شرق رام الله ويستولي على مركبةالكوفية المكتبة الوطنية تصدر كتابا بعنوان «التراث اللغوي الكنعاني من فلسطين»الكوفية «آكشن إيد»: غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بسبب العدوانالكوفية الاحتلال يقتحم برك سليمان جنوب بيت لحمالكوفية أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح اليهوديالكوفية الأوقاف الإسلامية: مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصىالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف منزلا يعود لعائلة العمور شرق بلدة الفخاري شرقي خان يونسالكوفية مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلالالكوفية 4 شهداء جراء قصف مدفعية الاحتلال لجسر وادي غزة وسط القطاعالكوفية 4 شهداء جراء قصف مدفعية الاحتلال لجسر وادي غزة وسط القطاعالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال المسيرة لمواطنين في حي الحشاشين غرب رفحالكوفية ارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الجمل شرقي رفح إلى 6الكوفية شهيد جراء استهدافه من طائرة استطلاع بصاروخين في منطقة "الحشاشين" شمالي غربي رفحالكوفية مسيرات إسرائيلية تقصف مجموعة مواطنين في حي الحشاشين شمال غرب رفح جنوب القطاعالكوفية

منطق الانتظار ولا منطق غيره

13:13 - 24 يونيو - 2022
فراس ياغي
الكوفية:

منطق ومفهوم الانتظار لدى كل المعتقدين بأن هناك قدر اسمه "أمريكا" وحده القادر على إيجاد الحلول لمنطقة تعيش منذ عدة عقود صراعات لا تنتهي ولن تنتهي في المدى المنظور، فقد انتظر الكل تقريبا ذهاب الرئيس الشعبوي "ترامب"، فهنا كان الانتظار بهدف وقف "صفقة القرن" وعودة سياسة ومفهوم الدولتين بمجيء إدارة "بايدن" للبيت الأبيض، وهناك انتظروا الذهاب لكي تعود أمريكا للاتفاق "النووي"، وفي "أوروبا" انتظروا العودة للسياسات التقليدية لِ "واشنطن" خاصة بما يتعلق بحلف "الناتو"، بينما دول كَ "الصين" و "روسيا" و "إسرائيل" تعلم أن مُحددات الاستراتيجية الأمريكية تختلف في مَنهج وأسلوب وطريقة التنفيذ أكثر من كونها تغييرات جذرية لطبيعة تلك الاستراتيجية.

شعار "أمريكا أولاً" في السياسة الخارجية الأمريكية مارسه الرئيس "ترامب" بشكل فَجّ وبعنجهية وسطوة القوة مُعلناً أن هناك ثمن لحماية أمريكا لأي دولة وأن على جميع هذه الدول أن تَدفع للاقتصاد الأمريكي مالاً وصفقات اقتصادية مقابل ذلك، في حين تُمارسه إدارة الرئيس "بايدن" بالقوة الناعمة وبمفهوم إدارة الصراع وخلق الأزمات وتخويف الحُلفاء وبالذات من "روسيا" و "الصين" و "إيران" و "كوريا الشمالية" ومقابل ذلك تبقى أمريكا مُسيطرة ومُهيمنة وقادرة على قيادة العالم وعبر استمرار سياسة العقوبات الاقتصادية التي مارستها كل الإدارات الأمريكية السابقة.

زيارة "بايدن" في "يوليو-تموز" القادمة لمنطقتنا العربية تأتي في سياق تثبيت سياسات التحالفات التي تخدم الاستراتيجية الأمريكية المُتَمثّلة باعتبار جمهورية "الصين الشعبية" ومعها "روسيا" على أنهما الخطر الاستراتيجي الواجب مواجهته، وبما يستدعي خلق تشكيلات أمنية واقتصادية قادرة على خدمة استراتيجيا "واشنطن"، في "أوروبا" حُسمت المسألة وتوحّد "الناتو" في مواجهة "روسيا" كنتيجة لما يجري في "أوكرانيا"، النتائج الأولية تُشير إلى كارثة اقتصادية ستعاني منها "اوروبا" ككل والعالم بسبب التضخم وارتفاع الأسعار بشكل جنوني خاصة للطاقة والمواد الغذائية، لكن سياسة التَخوّيف وخَلقْ وصناعة الأزمات التي قامت بها إدارة الرئيس "بايدن" نجحت في تحصين وتوحيد الحلف الغربي "الأوروبي- الأمريكي"، أما بما يتعلق بمنطقة "الشرق الأوسط" فوزير الخارجية الأمريكية السابق المخضرم "هنري كيسنجر" في لقاء له مع صحيفة "الصندي تايم" توقع  "أنّ أحداثاً كبيرةً قادمة في الشرق الأوسط وآسيا"، لكن حينما سألته الصحيفة عن "أوكرانيا" قال " السؤال الآن هو كيفية إنهاء هذه الحرب؟ وبعد أن تنتهي يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نُريد أن تُصبح روسيا موقعا أماميا للصين في أوروبا".

القصة واضحة، الشرق الأوسط وآسيا عنوان الاستراتيجية الأمريكية، وهنا المقصود القضية المركزية التي تتعلق بعنوان رئيسي هو محاصرة "الصين" ومنعها من أن تُصبح الدولة الأكبر والمهيمن اقتصاديا في العالم ومنع "روسيا" لأن تكون خَطّها الأمامي في "أوروبا"، وهذا يتطلب إبقاء التحكم الأمريكي في موارد الطاقة ومحاولة منع الدول العربية وبالذات دُول "الخليج والسعودية" من إقامة تحالفات اقتصادية استراتيجية مع "الصين" عِبر خَلق بُعبُع أمني اسمه "إيران" وحلفاؤها في المنطقة، بما يستدعي تحالفات أمنية برعاية أمريكية بين هذه الدول و "إسرائيل" وتحت مفهوم "منظومة الدفاع الجوي" وتعميق عملية التطبيع بين العديد من الدول العربية ودولة الاحتلال الصهيوني كسياسة مُمَنْهجة هدفها السطوة والسيطرة بقيادة دولة في المنطقة مُؤتمنة ومَوثوقة وتُنفذ السياسات الأمريكية لأنها جزء لا يتجزأ ليس فقط من الاستراتيجيات الأمريكية بل من أيديولوجية التفكير نفسها باعتبارها المقاطعة الفدرالية رقم "2" (الولايات المتحدة الأمريكية تتكون من: خمسين ولاية ومقاطعة فدرالية واحدة هي واشنطن) لأنها تُعبر عن فكر المؤسسة العميقة في "واشنطن" وغالبية الكنائس "الإنجليكانية".

"بايدن" وإدارته ليس لديهم توجه لأي عملية سلام أو للضغط على دولة الاحتلال "إسرائيل" بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وجُلّ ما يُفكرون فيه هو إدارة "الأزمة" وتقليص التوتر وتحسين الظروف الاقتصادية، أما حقوق الإنسان والديمقراطية فهي شعارات "أمريكية" يتم توظيفها لخدمة التوجهات السياسية، وفي حال رفضت القيادة الفلسطينية متمثلة بالرئيس "عباس" سياسة ومنطق الانتظار من جديد فسيتم خلق أزمة داخلية جديدة وعناوينها أصبحت معروفة، إما التخويف من البديل "حماس" أو "الفوضى"، إذاً المطلوب من الجانب الفلسطيني الاستمرار في التعاطي مع سياسة "الوهم" الأمريكية لتفادي الأسوأ، والمبررات كثيرة ولكن يكفي فقط القول أن هناك انتخابات إسرائيلية وأي قرار أمريكي يتعلق مثلا بفتح "القنصلية" الأمريكية في " "القدس" الشرقية سيؤثر على نتائج هذه الانتخابات، لذلك يجب أن ننتظر نتائج تلك الانتخابات.

"بايدن" قادم وفي جعبته فقط تهديد دول المنطقة من الاستمرار في التقارب الاستراتيجي مع "الصين" و "روسيا" عبر التخويف من حليفتهم "إيران"، وتحضيرهم للقادم الذي تحدث عنه العرّاب "كيسنجر"، لأن الأحداث القادمة هدفها ضرب الاقتصاد "الصيني" وأعتقد أن ذلك سيتجلى على شكل حروب تدميرية في المنطقة تؤدي لنقص حاد في الطاقة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن غالبية هذه الطاقة من "نفط" و "غاز" تذهب إلى دول ك "الصين" و "الهند".

مُحددات السياسة الأمريكية إعتباراتها مرتبطة بالمصالح والتوجهات الاستراتيجية ولا ترتبط لا بالقانون الدولي ولا بالحقوق وحق تقرير مصير الشعوب، فكيف إذا كان الموضوع يتعلق بالصراع بين الشعب الفلسطيني وحليفتها ودرة تاجها في المنطقة "إسرائيل"، هذا بالطبع تعرفه جيدا القيادة الفلسطينية، وتعلم أيضا أن منطق الانتظار هو ما سيطلبه صاحب هذا المنطق الرئيس "بايدن" ولا مَنطق غيره.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق