القاهرة: قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر أيمن شاهين، مساء اليوم الأربعاء، إن ياسر عرفات يمثل تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
وأوضح شاهين في مقابلة له مع برنامج "حوار الليلة" والذي يبث عبر قناة "الكوفية" الفضائية، أن الحقبة الزمنية التي عاشها ياسر عرفات هي انعكاس طبيعي للحركة الوطنية المعاصرة.
وبين أن ياسر عرفات استطاع بحنكته وذكاءه اجتياز العديد من المراحل والمحطات النضالية الصعبة، لافتاً إلى أن :"الحالة العربية إبان انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت ضعيفة".
وأشار شاهين إلى أن ياسر عرفات تميز بتمسكه الشديد بالوحدة الوطنية وعندما كان يغضب منه فصيل أو يختلف معه على الأغلب حول موقف سياسي معين لم يكن يعامله بجفاء أو يقتص منه أو يمنع عنه أي شيء.
وأضاف، "حتى عندما يجري اتهامه بالتخاذل والاستسلام وأحياناً الخيانة كان يتصرف بكرم أخلاق عال ونبل روح ويسامح ويبذل كل ما بوسعه من أجل عودة الأبناء إلى حضن الأبوة ".
كما أوضح شاهين أن ياسر عرفات أجبر العالم على الاعتراف بالكيان الفلسطيني بعد توقيع اتفاق "إعلان المبادئ"، حيث أصبح لنا مؤسسات وطنية وسلطة كاملة.
وأكد على أن اتفاقية "أوسلو" انتهت منذ بدأت سلطات الاحتلال محاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقره بمدينة رام الله.
وبين شاهين أن كل أنشطة ياسر عرفات كانت باتجاه الطموح الوطني الفلسطيني، على خلاف الواقع الحالي حيث أصبح الطموح شخصي وخدماتي، مستنكرا "تعويل القيادة الحالية على مشروع التسوية مع الاحتلال".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أشرف العجرمي، إن ياسر عرفات مثل الهوية الوطنية الفلسطينية بامتياز.
وأشار العجرمي إلى أن الشهيد ياسر عرفات استطاع أن يطور الوسائل النضالية الفلسطينية لجلب الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية.
وأكد على أن الشهيد ياسر عرفات حقق العديد من الإنجازات الوطنية والتي كان أبرزها تأسيس السلطة الفلسطينية والعودة إلى الوطن والتمركز فيه ومحاربة الاحتلال من الداخل.
وأضاف العجرمي أن الشهيد ياسر عرفات دفع حياته ثمنا لنضاله ضد الاحتلال في كل المحطات والمواقع، مشدداً على أن الرئيس عرفات تمسك بالحقوق الوطنية ونتيجة لتمسكه بالثوابت الوطنية كانت حياته الثمن.
وبين العجرمي أن أعداء ياسر عرفات يكرهونه لأنه لم يتنازل عن الحلم وأصر على دولته التي يحلم بها، ويكرهونه لأنه لم ينس هويته الكفاحية ولم يخلع بزته حتى وهو محاصر ومريض، فهو يذكرهم بصمود الكرامة وملحمة بيروت.
وبين أن ياسر عرفات استطاع تحقيق نجاحات كثيرة في كل المحافل الدولية، حيث أنه استطاع جلب الدعم والتأييد العربي والدولي لقضيتنا وكذلك أقنع العالم بالاعتراف بالتمثيل الرسمي الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
كما أوضح العجرمي أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات كان يعرف كيف يمسك بخيوط القضية ويضع نفسه كرقم صعب في المعادلة الفلسطينية والدولية، لديه قدرة كبيرة على توظيف الاوراق لصالح القضية الفلسطينية.
وتابع، "ناضل الشهيد ياسر عرفات لأكثر من ثلاثة عقود حاملا بندقيته دفاعا عن القضية، وفاوض عندما تجردت القضية من ركائز الدعم العربي فوجد الرئيس عرفات أن يتعامل مع ذلك الواقع السياسي، إلا أنه لم يفرط بأي من الحقوق الفلسطينية، لأنه يعلم جيدا أن التاريخ يكتب بتجرد وأنه يحمل أمانة تاريخية في هذه القضية".
كما أشار إلى أن الشهيد ياسر عرفات استطاع جمع الفصائل الفلسطينية في إطار القيادة الموحدة وبذلك أفشل كل المخططات التي كانت تهدف لشق الصف الداخلي.
وبين العجرمي أن الرئيس ياسر عرفات كان يمثل الأب لكل الفلسطينيين داخل منظمة التحرير وخارجها حيث حارب كل أشكال الانقسام.
