اليوم الاربعاء 24 إبريل 2024م
198 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى حتى الآن في اليوم الثاني من عيد "الفصح" اليهوديالكوفية حالة الطقس اليوم الأربعاءالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 201 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية غارة جوية إسرائيلية بصاروخ ارتجاجي على شمالي النصيرات بالتزامن مع قصف مدفعي متواصلالكوفية اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال شمالي النصيراتالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تجدد قصف حي تل الهوا جنوبي غربي مدينة غزةالكوفية "بنتاجون": بدء بناء ميناء مؤقت لإيصال المساعدات إلى غزة أول مايو المقبلالكوفية دلياني: الحركات الطلابية المناهضة لحرب الإبادة في غزة تجتاح جامعات الولايات المتحدة وتتعرض للقمعالكوفية مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على منح إسرائيل 26 مليار دولار من بينها نحو 17 مليارا مساعدات عسكريةالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة شمال غرب المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية قوات خاصة بسيارات مدنية تقتحم بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تداهم منزلا في حي المنصور ببلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية مجلس الشيوخ الأمريكي يصادق على مشروع قانون لتقديم مساعدات لإسرائيلالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف بشكل متواصل بيت لاهيا وبيت حانون وشرق جباليا شمال قطاع غزةالكوفية "الشيوخ الأمريكي" يوافق على مشروع قانون بمنح إسرائيل 26 مليار دولارالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة يعبد جنوب غرب جنينالكوفية الأورمتوسطي: إسرائيل تقتل يوميا 79 طفلا و50 امرأة في قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد جنوب غرب جنينالكوفية

حفنة المشككين بالتلميح

21:21 - 08 سبتمبر - 2021
عدلي صادق
الكوفية:

سُمعت من حفنة ضئيلة،  تلميحات من جنس التشكيك في العمل الإعجازي المدهش، الذي قام به الأسرى الوطنيون الشجعان، الذين فروا من سجن جلبوع. فقد بدأ البعض المأزوم في التلميح السلبي، مستفيداً من الأسئلة الكبيرة، التي تركها الفارون وراءهم بدون إجابات، وفي صدارتها السؤال:"أين ذهب الرمل؟".

فإن كان الرمل، قد ذهب كفاً كفاً، الى أوعية القمامة، أو كان هناك سجانون ساعدوا على التخلص منه، فلا شيء يؤثر على حقيقة أن الشباب أنجزوا عملاً باهراً. وإن كان الفيلم السينمائي الذي انتجته هوليود بعنوان "الخلاص من شاوشانك" سيؤخد كمقاربة في تحليل الواقعة؛ فأقصى ما يستطيع أصحاب التلميحات المشككة استنتاجه، سيُحسب للأسرى وليس عليهم، بافتراض أن هناك من السجانين، من تعاونوا معهم. ففي حال مطابقة هذا الإفتراض للواقع، فإنه يمثل براعةً وجسارةً معطوفتين على الشباب الذين حرروا أنفسهم. في الفيلم السينمائي، كان السجين آندي ديفرين، قد تمكن من الهرب عبر نفق استمر في الحفر تسع عشرة سنة، وتأسست خلال تلك السنين الطويلة، علاقة تعاون، في حدود المكان، بين آندي وهادلي رئيس الحراس، ونورتون آمر السجن. لكن تلك العلاقة لم تتعد حدود المكان فوق سطح الأرض، ولم تتوغل في نفق، ولو كانت قد توغلت؛ لتطورت آلة الحفر، من مطرقة صخرية عند آندي، ومن ملعقة صدئة عند أسرانا الستة، الى إزميل من حديد!

عند الخروج من فتحة النفق، يبدأ الخطر الذي لا يخمده تواطؤ السجانين. وإن كان السجانون والحراس والجيش الذي في المحيط، قد تواطـأ مع الفارين، فهذه بُشرى كاذبة عن أمنية محببة لكنها مستحيلة. بخلاف ذلك، ما الهدف الذي يحققه المحتلون، عندما يصنعوا للفلسطينيين بطولة كاذبة افتراضاً. فقد تجاوز المحتلون مرحلة اللجوء للتحايل، لا سيما بعد أن اخترعوا لأنفسهم،  حفنة لا بأس بها من الفلسطينيين الضالين، منهم من يصادق المستوطنين، ومنهم من يثابر على التنسيق الأمني معهم. أما في حال العدوان، فإن هؤلاء المحتلين يقتلون علناً، وينفذون إعدامات ميدانية على مرأى من العابرين في الشوارع!

كان من بين السياقات السخيفة، التي سُمعت، القول إن رواية الفرار إسرائيلية محضة، ويصح الإفتراض بأن المحتلين أعدموا الأسرى الستة، فمن يلمّح بذلك، يريد القول إن ما فعله الأسرى الستة مستحيل، وبالتالي فإن المحتلين يمكن أن يكونوا قرروا إخفاءهم الى الأبد، ما لم يظهر الأسرى الذين حرروا أنفسهم، على الملأ، بالصوت والصورة. ويدحض هذا الإفتراض، كون طبائع المحتلين، تجعل قتل مئتي طفل في يوم واحد، أسهل بكثير من أن يصنعوا لأنفسهم خيبة بهذا الحجم، لكي يحققوا هدفاً ليسوا في حاجة اليه!

غاب عن البعض، أن المحللين الأشد تطرفاً وغروراً في إسرائيل، هم الذين لجأوا الى التلميح بأن أموراً أخرى، مسكوتاً عنها، ساعدت على الفرار.  وجوهر هذه الفكرة، أن منظومة الأمن الإسرائيلية، مُحكمة تماماً وغير عرضة للإختراق. وإن حدث إختراق يكون هناك خيانة. وحتى على مستوى هذه الفكرة، فإن مسطرة القياس، تقرر أن الفلسكيني ينجح، عندما يخون الإسرائيلي والعكس صحيح!

لكن للقلة الضئيلة التي تشكك، مذاهب أخرى.  فهي أولاً من نوع الناس التي حسمت أمرها على الرضوخ وباتت تتبرم من الشجاعة، وكلما ظهر فتى غاضباً، يحمل سكيناً، أو يضرب وهو يعرف أنه سوف يُقتل، سواء أصاب أو لم يُصب؛ تتحسس هذه الفئة رؤوسها وتتشاءم، ليس تأسياً على الفتى، وإنما تحسساً لضآلة النفس، وخواء الروح، وتشبعاً بفكرة اللا جدوى!

كم هي محرجة وضاغطة مبادرات الناهضين، بالنسبة لحفنة القاعدين. في بدايات إنتفاضة الأقصى، كان مروان البرغوثي ناهضاً، ينتقل من موضع الى آخر، وتتقصاه كاميرات التلفزة. آنذاك، أحس القاعدون بالحرج، وتحسسوا جيوب معاطفهم التي فيها بطاقات الشخصيات المهمة جداً. لم يلتزموا الصمت وكفى، بل ثرثروا ضد مروان، وبلغت الوقاحة بهم أن يتحدثوا عن عملية تلميع للرجل. وظل مروان معرضاً لمقولة التلميع، حتى وهو يَمْثل أمام المحكمة وتُتلى عليه لائحة الإتهام الطويلة. ولما نطق قاضي الإحتلال، بحكم المؤبدات المتعاقبة، إنزوى القاعدون، ثم عادوا بعد حين،  لكي يتتبعوا تفصيلات نشاط الأسير في السجن. فكلما كان مروان يقود إضراباً، كان الذين يحسدونه على زنزانته، يشككون في مقاصد القائد الوطني. فهكذا هم!

الأسرى الستة الذين فروا، لا يزالون في حال الفرار والإنتشار. فقد سجلوا مأثرتهم وفيها براءة إختراع مهم، سواء عاشوا أو ارتقوا الى علييْن.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق