القدس: يحاول الاحتلال خلق أغلبية سكانية يهودية مقابل أقلية فلسطينية عربية في القدس عن طريق استخدام سياسة التهجير والتطهير العرقي وهدم المنازل والاستفراد وبناء جدار الفصل العنصري، وغيرها.
ويواجه حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة البالغ عدد سكانه نحو 2800 نسمة على مساحة 808 دونمات، خطر الاستيطان المتجدد بعد أن أخلت سلطات الاحتلال 12 عائلة قسرا من منازلها عام 2008.
قرار بطرد 4 عائلات فلسطينية
وعادت سلطات الاحتلال تهدد سكان الشيخ جراح جميعهم بشبح الإخلاء القسري والتشريد، بعد تصاعد وتيرة القرارات الصادرة عن محاكم الاحتلال لصالح الجمعيات الاستيطانية بهدف ترحيل العائلات الفلسطينية في الحي وإحلال المستوطنين مكانهم كان آخرها إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية قرارا بطرد 4 عائلات في الحي.
تظاهرات رفضا لقرارات التطهير العرقي
ونظم عشرات المقدسيين تظاهرة في حي الشيخ جراح رفضا للاستيطان، وأطلقوا نداء طالبوا فيه بإنقاذ الحي الواقع شمال المدينة المقدسة، وحمايته من انتهاكات الاحتلال.
ودعا المشاركون العالم للتدخل من أجل إنقاذ المنازل المهددة بالاخلاء التي يتجاوز عدد سكانها 500 مقدسي، رافعين لافتات دعت لإنقاذ الحي من عمليات الاستهداف الاسرائيلي المتواصلة.
وتأتي المسيرة رغم اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الحي، والتي كان آخرها الاعتداء على ممتلكات المواطنين وإصابة امرأة بجروح.
الأهالي يطالبون الجنائية الدولية بالتحقيق في محاولات تهجيرهم قسريًا
كما أرسل ممثلون وممثلات عن 28 عائلة فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس، ويمثلون أكثر من 500 فلسطيني وفلسطينية، إضافة إلى 191 منظمة داعمة لهم، رسالة إلى مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، للمطالبة بالإدراج العاجل للتهجير القسري الوشيك لهم من الحي، في إطار التحقيق الجاري في الحالة بفلسطين.
وتضمنت الرسالة إلى المدعية العامة توضيح بشأن مصير 87 فلسطيني وفلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس، معرضون لخطر الإخلاء القسري الوشيك، بما في ذلك أربع عائلات بحلول 2 مايو/ أيار 2021 وثلاث عائلات أخرى بحلول 1 أغسطس/ آب، وذلك بعد صدور قرارات قضائية من المحاكم الإسرائيلية لصالح منظمة استيطانية.
اعتقالات وقمع للمسيرات الرافضة للاستيطان
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 4 شبان مقدسيين خلال قمعها المشاركين في مسيرة ضد الاستيطان وتهجير السكان في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وتجمع الأهالي في مسيرة جماهيرية حاشدة بحي الشيخ جراح ضد تهجير 7 عائلات مقدسية، وتسليم منازلها للمستوطنين مطلع الشهر المقبل.
وكان من المقرر أن تصدر المحكمة العليا الإسرائيلية حكمها، اليوم الأحد، بشأن إخلاء 4 بيوت في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي بدأ فيه اعتصام مفتوح في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء في الحي المقدسي.
وتعود المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء لعائلات الكرد، واسكافي، والقاسم، والجعوني، وهم يقطنون في كرم الجعوني، ويسكنها قرابة 50 فلسطينيا، أما المنازل الاخرى المهددة بالإخلاء في 1 أغسطس/آب المقبل يقطنها 70 فلسطينيا.
تأجيل قرار إخلاء البيوت في الشيخ جراح
وقررت المحكمة العليا التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، تأجيل إصدار حكمها بشأن إخلاء 4 بيوت في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، إلى الخميس المقبل.
ورفض أهالي حي الشيخ جراح، اقتراحًا يقضي بدفع سكان المنازل المهددة بالإخلاء أجرة سكن لشركة تابعة للاحتلال.
وتزامن مع جلسة المحكمة العليا، تنفيذ اعتصام مفتوح في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح.
تيار الإصلاح يحذر من عملية تطهير عرقي في الشيخ جراح
وقال المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، إن عملية التطهير العرقي التي تمارسها حكومة الاحتلال في منطقة الشيخ جراح في القدس، تهدد بتهجير 28 عائلة فلسطينية.
وأضاف دلياني، أن حكومة الاحتلال ومحاكمها في القدس تمارس التطهير العرقي بحق منطقة الشيخ جراح، وذلك بعد أن أعطت ثلاث عائلات مقدسية مهلة لإخلاء منازلها حتى تاريخ الأول من أغسطس/ آب المقبل، وألزمت كل عائلة بدفع 20 ألف شيقل مقابل مصاريف المحامين والمحكمة.
وطالب دلياني المنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات الحقوقية ذات الاختصاص، بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على سلطات الاحتلال لإيقاف عمليات التطهير العرقي في حي الشيخ جراح وغيره من احياء مدينة القدس المحتلة.
الخارجية: الاحتلال يتحمل مسؤولية عمليات التهجير القسري
وزارة الخارجية الفلسطينية، حملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عمليات التهجير القسري والطرد التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بهدف ترحيلهم عن منازلهم بالقوة بحجج وذراع واهية وغير قانونية.
وأدانت الخارجية بأشد العبارات هذه الممارسات العنصرية، مؤكدة أن دولة الاحتلال تتحمل نتائج وتداعيات هذه الجريمة المستمرة.
اشتية: إسرائيل ترتكب جريمة في الشيخ جراح
وأكد رئيس الوزراء، محمد اشتية، أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الشيخ جراح في القدس المحتلة، بهدف تفريغ الحي من سكانه.
وشدد اشتية على أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته.
ودعا اشتية المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف حملة اخلاء أهالي الشيخ جراح من منازلهم، وسنتصدى لحملة التهويد التي تقوم بها إسرائيل في القدس.
الأردن يأكد إبرام عقود تأجير في حي الشيخ جراح
أكد الأردن، أن المملكة أبرمت عقود تأجير وحدات سكنية لسكان في الشيخ جراح في القدس عام 1956.
كما أكدت وزارة الخارجية الأردنية، أنه جرت وعلى مدى سنوات عملية بحث دقيقة ومطولة في سجلات الدوائر الرسمية الأردنية للوثائق، التي تبين قيام وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية آنذاك، بإبرام عقود تأجير وحدات سكنية لعدد من أهالي الشيخ جراح في عام 1956، وجرى تسليم السفارة الفلسطينية في عمان، بناء على طلب من الجانب الفلسطيني، نسخا مصدقة من جميع الوثائق التي تم العثور عليها، وهي عبارة عن عقود إيجار ومراسلات وسجلات وكشوفات بأسماء المستأجرين، وكذلك تم تسليم السفارة نسخة مصدقة من الاتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير ووكالة أونروا عام 1954، وأن عملية البحث مستمرة لوثائق أخرى تعود لأكثر من 60 عاما.
الفصائل الفلسطينية تحذر الاحتلال من تهجير سكان الشيخ جراح
وحذرت الفصائل الفلسطينية، من خطورة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تهجير سكان حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، ومحاولة تكريس سياسة الأمر الواقع وفرض واقع جديد يتم من خلاله تهجير سكان القدس وطردهم من منازلهم وممتلكاتهم.
وطالبت الفصائل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية كافة، بالقيام بواجباتها القانونية بالضغط على الاحتلال لوقف الجريمة في حي الشيخ جراح والضغط عليه لوقف الاعتداءات والمخططات الاستيطانية في قبل مدينة القدس، منددة بالصمت الدولي المريب أمام جرائم الاحتلال المتصاعدة، والتي تستهدف مدينة القدس، في محاولة منها لتهويد المدينة وأسرلتها.
الهيئة الإسلامية المسيحية تطالب بتدخل دولي
وحذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، من خطورة الخطوة الإسرائيلية التي تستهدف أكثر من 500 مواطن يقطنون في 28 منزلاً في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، مهددون بالطرد والإخلاء لصالح المستوطنين والجمعيات الاستيطانية.
وطالب عيسى، المنظمات والهيئات الأممية والدولية والمؤسسات الحقوقية ذات الشأن، وجامعة الدول العربية، بالتدخل الفوري العاجل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف المجزرة التي تنوي ارتكابها بحق أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه إزاء نية الاحتلال إخلاء المقدسيين
وأعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه إزاء قرار إسرائيل إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
ووصف ممثل الاتحاد الأوروبي بورغسدورف، قرارات الإخلاء بأنها تطور مثير للقلق ويعرض المزيد من العائلات الفلسطينية لخطر الإخلاء، ووعد بمتابعة الموضوع والاطلاع عن كثب على تطورات الوضع في الشيخ جراح.
وتقطن العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح منذ عام 1956، بموجب اتفاقية بين الأردن ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين حيث قَدمت الحكومة الأردنية الأرض ومولَت وكالة الغوث إقامةَ 28 وحدة سكنية، لـ28 عائلة هجرت من بيوتها وأراضيها عام 1948.
ويعد قرار إخلاء العائلات من حي الشيخ جراح جزءا من المخطط الشامل لسلطات الاحتلال الذي مضى عليه عشرات السنوات ويشمل حاليا نحو 60 وحدة سكنية بالإضافة إلى أنه جزء من مخطط يهدف إلى بناء مستوطنة تضم نحو 220 وحدة استيطانية في الحي.
