إلى آيزنكوت
نشر بتاريخ: 2020/12/02 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 18:46)

آيزنكوت، تريد أن تكون رئيس وزراء؟ لا تسمح لإسرائيل الاولى أن تستخدمك كأداة. اذهب الى بيتك الطبيعي – الى «الليكود». قف الى جانب نتنياهو وستحدد كخليفة له. هكذا فقط تكون لديك فرصة لتحدث الاصلاح الاجتماعي الأكبر الذي وعد به «الليكود» ولم يفِ به ابداً، فتصبح رئيس الوزراء الشرقي الأول.

ثمة من يدعي بأنك لست مناسباً لـ «الليكود» بسبب مواقفك المعتدلة، ولكن المواقف المعتدلة الأمنية والوطنية جداً لديك هي مواقف كلاسيكية في المنظور «الليكودي». بالعكس، الإسرائيليون الذين يجندون اولاداً في السنوات القادمة سيسرهم ان يسمعوا بأنه في رئاسة حكومة إسرائيل سيبقى نهج نتنياهو يتحكم: سياسة حذرة جداً ومسؤولة جدا في كل ما يتعلق بالمخاطرة بحياة جنودنا، أحبة الامة.

ميزتك، كما يقول الجولانيون، انك لا تخفض ابدا عينيك. إذاً، انظر مباشرة الى التاريخ البائس لزعماء شرقيين ظنوا ان بوسعهم قيادة معسكر اليسار كي تفهم بان ليس لهذا امل، وان إسرائيل الاولى لن تصوت بجموعها لمرشح شرقي. يبدأ هذا دوما بأحلام عظيمة كتلك التي حلم بها البروفيسور شلومو بن عامي، والذي بخلافك تبنى حقا آراء ومفاهيم إسرائيل الاولى، وانتهى بتحطم أكبر للقلب. في النهاية ينتهي هذا بمهزلة.

حصل هذا في 1999 لايتسك مردخاي، الذي انهى بستة مقاعد واكتشف بأنه بالإجمال شكل أداة لتتويج إيهود باراك رئيس وزراء؛ هذا حصل في 2006 لعمير بيرتس عندما فر مصوتو «العمل» منه الى «كديما»؛ حصل هذا في 2012 لشاؤول موفاز، مخترع كمين النجم، قائد لواء المظليين، ليس مثل جولاني، ابن نهلال الذي اكتشف فجأة بأن مصوتيه فروا الى تسيبي لفني؛ هذا حصل في 2019 لافي غباي، عندما تدفق مصوتو إسرائيل الاولى الى «ازرق ابيض»؛ وهذا حصل لعمير بيرتس في 2020. هذا حصل حتى لبطل إسرائيل، افيغدور كهلاني، عندما تنافس كمرشح عن حزب العمل لرئاسة بلدية تل ابيب في 1993، وفضل مصوتو «العمل» التصويت لمرشح «الليكود» الذي على صورتهم، روني ميلو.

والآن تريد إسرائيل الأولى ان تستخدمك كي تنقل بضعة مقاعد من اليمين الى اليسار، كي تتوج واحداً منها لرئاسة الوزراء، وتساعدها في ان تكسر لإسرائيل الثانية اختيارها الديمقراطي الواضح لنتنياهو، وتكسر القلب ايضا.

دعك، رجاء، هذا لن ينجح. تجربتك الشرقية الشخصية اصبحت ابسط بقليل من المتوقع في اللحظة الهزلية الإسرائيلية ذاتها عندما استقبل الموظف اباك الذي نزل من السفينة ووصل بحماسة صهيونية من المغرب، سمع اسم العائلة المغربي «آزنكوت»، اعتقد ان هذا ليس مناسبا فاضاف «الياء الاشكنازية»، سجل «آيزنكوت».

نفهم بانك اذا خيبت أمل النخبة، وانضممت لشعبك ولنتنياهو، سيمزقون وجهك. انت ستفقد هذه الياء، ستعود لتكون آزنكوت مثل الأصل البربري، تدفع ثمنا باهظاً، وهم يبدؤون بمحاكمتك انت أيضا بالتدقيق مثلما في القصيدة ذاتها. ولكن هذا هو بيتك الطبيعي. ابن لام عزيزة، حين بلغوها بأنك عينت رئيساً للأركان روت انها عرفت انك ستصل بعيداً الى العظمة ولكنها فكرت اكثر باتجاه ان تكون حاخاماً. هذه هي مهمتك الاجتماعية التصالحية، وهذا هو دربك لرئاسة وزراء إسرائيل.

 

عن «إسرائيل اليوم»