غزة – محمد عابد: عُقد في جامعة فلسطين بالتعاون مع جمعية بسمة للثقافة والفنون لقاء تدريبي بعنوان "مهارات المسرح المجتمعي والحوار"هذا اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تجمع قرابة 90 طالباً وطالبة من مختلف جامعات قطاع غزة ومن جميع المحافظات على مدار 10 أسابيع، هذه اللقاءات التدريبية تأتي في إطار تنفيذ مشروع "تمكين شباب قطاع غزة من خلال المسرح"بدعم من اليونسكو، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وتحقيق السلام المَبنيّ على الحوار المُتبادل، والتوافق الأخلاقيّ والفكريّ، ونَبذ الكراهيّة، والتعصُّب، والحفاظ على حُرّية التعبير والديمقراطيّة وبناء جيل شاب يطمح لتناول قضاياه من خلال الفنون والمسرح.

قطاع غزة يعج بالمواهب
المخرج والمدرب المسرحي صلاح طافش تحدث لـ"الكوفية" عن هذا التدريب وأهميته وقال: "نحن حتى اليوم نفتقد للحركة الفنية المسرحية بكافة مقوماتها, وأننا نمتلك بنية تحتية مسرحية مهمشة، فنحن لا نمتلك خشبة مسرح مجهزة, ولا نمتلك ثقافة مسرحية نطلع عليها ولا حتى حركة نقدية ولا محترف مسرحي وكذلك لا نتلك معهد مسرحي كامل، لذلك هذا التدريب بمثابة فرصة ثمينة لتعويض كل هذا النقص الموجود في قطاع غزة، لأن قطاع غزة يعج بالمواهب التي بحاجة إلى صقل وتدريب لتستطيع أن تنطلق في المجال المسرحي".

وأكد طافش، أن "هذا التدريب لن يستطيع أن يكون بمثابة معهد فني أو عمل فني يرتقي لمستوي معهد فني يرتقي لمستوي المحترفين العاملين في المسرح، ولكنه سيكون برنامج لاكتشاف مواهب يمكننا صقلها بالحد الأدنى الذي يمكنهم أن يطلقوا من خلاله".
تحسين الأنشطة اللامنهجية
من جانبها تحدثت ريهام فتحي الممثلة المسرحية ومنسقة جمعية الثقافة والفنون لــ"الكوفية" عن هذا التدريب، حيث أكدت أن هذا التدريب "يأتي في إطار التعاون المشترك بين جمعية بسمة وجامعة فلسطين كجهة تستضيف البرنامج التدريبي والذي سيستمر لمدة 10 أسابيع، ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز التنوع الثقافي وتمكين شباب قطاع غزة من خلال تطوير مهارات المسرح المجتمعي وتعزيز الطرق الحديثة في تعليم طلبة الجامعات من خلال تحسين الأنشطة اللامنهجية والبرامج التعليمية".

وتابعت ريهام فتحي، "أنه سيتم من خلال هذا التدريب، تطوير مناهج تجريبية للسنة الدراسية 2019/2020 حول تعليم مهارات المسرح المجتمعي والحوار بالتعاون مع خبراء واستشاريين في مجال الفنون والمسرح، حيث تتطلع الجمعية من خلال تنفيذها لهذا المشروع على تدريب 90 طالب وطالبة من المنتسبين لجامعات قطاع غزة من جميع المحافظات على منهج المهارات النظرية والعملية للمسرح المجتمعي والحوار".
وأضافت ريهام، أن "ثقافة المسرح محدودة في قطاع غزة, وأننا بحاجة إلى المسرح لإيصال رسالة شعبنا لكافة أنحاء العالم, ومن هنا نجد أهمية هذا التدريب".
ترحيب واهتمام في صفوف المشاركين
فؤاد بنات، أحد المشاركين في التدريب، "تحدث لــ"الكوفية" عن استفادته من هذا التدريب بالشكل الشخصي، مشيرا الى أنه لم يعرف شيئا قبل التحاقه في هذا التدريب عن الإخراج المسرحي وعن المسرح بشكل عام، ولكنه اليوم أصبح على علم بالإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو المسرحي".
هذا وأبدي فؤاد بنات، سعادته بهذا التدريب خصوصا وأن الشباب في قطاع غزة يفتقر لكافة مقومات المسرح.

من جانبها أكدت الشاعرة هند أبو نجيلة، إحدى المشاركات في التدريب، لــ"الكوفية"، "أنها بالشكل الشخصي أصبحت على علم بالمسرح المجتمعي بشكل عام، وتعرفت على بناء المسرح المجتمعي السليم".
وأضافت هند أبو نجيلة، أنها التحقت بهذا التدريب لتزيد من قدرتها على صياغة الكلمات وكتابتها، وبالفعل هذا ما لمسته من خلال مشاركتها في التدريب فقد زادت من مهارتها في الكتابة وتعلمت العديد من الأشياء التي كانت تجهلها".

المجتمع مفهوم غامض ومتنوع
جدير بالذكر، أن حركة المسرح المجتمعي ذات تأثير عالمي منذ أن ظهرت في السبعينيات، حيث انبثقت في إنجلترا والولايات المتحدة، لكن هذا الأثر لم يظهر في المسرح المجتمعي العربي، بسبب أن المجتمع مفهوم غامض ومتنوع ومن الصعب أن ينطبق نجاح حالة ما على مجتمعات مختلفة، وبسبب عدم استمرارية هذه التجارب العربية وتشتتها وافتقارها إلى العمل النوعي.