متابعات: تتكثّف الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لدفع اتفاق غزة إلى مرحلة جديدة، مع تركيزٍ متزايد على الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وسط حراك تقوده الولايات المتحدة بمشاركة أطراف إقليمية فاعلة.
وبينما استضامت مدينة ميامي اجتماعًا بين مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزيرَي الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري بدر عبد العاطي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّ الحرب في غزة وضعت أوزارها، وأنّ العمل جار للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرًا إلى أنّ الوضع الراهن في القطاع غير قابل للاستمرار.
وكشف روبيو أنّ الولايات المتحدة تعمل على إنشاء هيكل جديد لحكم غزة، يقوم على مجلس دولي وهيئة فلسطينية من التكنوقراط، يعقبه نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار، في مسعى لترسيخ وقف إطلاق النار الهش.
وأوضح أنّ تقدمًا أُحرز في تحديد أسماء الفلسطينيين الذين سينضمّون إلى مجموعة التكنوقراط، وأنّ واشنطن تهدف إلى تشكيل هيئات الحكم قريبًا، من دون تقديم جدول زمني محدد.
من جهتها، وضعت حركة " حماس "، شروطها بوضوح، حيث نقلت عن القيادي في الحركة باسم نعيم، قوله إنّ محادثات ميامي يجب أن تضع حدًا للخروقات الإسرائيلية، وأن تُلزم الاحتلال بمقتضيات اتفاق شرم الشيخ، مؤكدًا أنّ الشعب الفلسطيني ينتظر خطوات عملية لا بيانات.
أما من الجانب الإسرائيلي، فأفادت بأنّ حكومة الاحتلال عقدت اجتماعًا مساء الخميس بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث سيناريوهات المرحلة التالية من اتفاق انهاء الحرب على غزة، من دون الوصول إلى قرارات واضحة.
الولايات المتحدة تعمل على إنشاء هيكل جديد لحكم غزة، يقوم على مجلس دولي وهيئة فلسطينية من التكنوقراط، يعقبه نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار.
وأشارت إلى أنّ كل ساحات القتال في غزة ولبنان تبقى في حالة جمود الى حين موعد لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترمب المقرّر في 29 من الشهر الجاري في فلوريدا، ليتقرّر شكل المرحلة المقبلة.
ونقلت هيئه البثّ أنّ الاجتماع الذي عقده نتنياهو مساء الخميس بحث سيناريوهات عدة منها: امكانية تقليل واشنطن تدخّلها في قطاع غزة، أو انخراط قوات عبر شركات خاصة وجهات خاصة على الأرض، وسيناريو تقوم فيه اسرائيل بنزع سلاح حركه "حماس" بالقوة حتى لو أدى ذلك في النهاية إلى تشكيل حكومة عسكرية اسرائيلية في القطاع.
ووفقًا ، تُدرك تل أبيب أنّ المرحلة التالية من اتفاق غزه سوف تتضمّن دفع الالتزامات المتعلقة بالمرحل الثانية منها فتح معبر رفح بالاتجاهين، والسماح باعاده الإعمار، وانسحاب أكبر لقوات الاحتلال، وهي أمور تنصّلت منها حكومة الاحتلال حتى الآن، بزعم أنّها لا زالت تنتظر جثة الأسير الأخير من داخل قطاع غزة.
ومن مقر الأمم المتحدة، شدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، محذرًا من عرقلة هذا المسار.
وبين ضغوط دبلوماسية، وترتيبات لم تكتمل بعد، يبقى الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة رهن التفاهمات السياسية والالتزام الميداني.