جراحة بريطانية: أشعر بالذنب بعد رفض الاحتلال مرورنا بمستلزمات عاجلة لغزة
نشر بتاريخ: 2025/12/10 (آخر تحديث: 2025/12/10 الساعة: 10:45)

لندن - أعربت جراحة التجميل البريطانية فيكتوريا روز، وعضو مجلس أمناء مؤسسة "آيديلز" الخيرية، عن شعورها بـ"الذنب والإنهاك وخيبة الأمل" بعد منعها من دخول قطاع غزة، رغم الحاجة الشديدة للدعم الطبي في ظل تدهور الوضع الإنساني.

وقالت روز، التي تقدم خدمات طبية في غزة منذ عام 2018 ودخلت القطاع ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، إنها مُنعت من الدخول في ثلاث مناسبات أخرى رغم تقديم المستندات ذاتها التي قُبلت سابقًا.

وأضافت أنها سافرت إلى الأردن محمّلة بمستلزمات طبية تعهّدت بإيصالها إلى المستشفيات داخل غزة، لكن سلطات الاحتلال منعتها من المرور، ما أدى إلى إهدار أموال خيرية خصصتها المؤسسة للمهمة.

واستذكرت روز أن أول مهمة لها بعد الحرب كانت في مارس 2024 عبر معبر رفح، قبل سيطرة الاحتلال عليه، حيث حملت هي وفريقها 25 حقيبة مستلزمات طبية وعملوا لأكثر من أسبوعين في مستشفى غزة الأوروبي لعلاج الأطفال المصابين بالحروق وإصابات القصف.

لكن منذ سيطرة الاحتلال على المعبر في مايو 2024، باتت جميع الأنشطة الإنسانية تخضع لمكتب منسق حكومة الاحتلال، ما أدى إلى تعقيد الإجراءات بشكل كبير، بما يشمل حصر العمل بقوافل تنظم مرتين أسبوعيًا عبر الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وفرض فحص أمني مُشدد، واشتراط بقاء الفرق الطبية لمدة شهر كامل، مع السماح بحقيبة واحدة لا تتجاوز 23 كيلوغرامًا لكل طبيب.

وأشارت روز إلى أن أول رفض رسمي لفريقها كان في 12 فبراير 2025، حيث مُنع أربعة أطباء من الدخول قبل ساعات من مغادرتهم عمّان. وبعد أسبوع من محاولات الاستئناف عبر وزارات خارجية ووسطاء رسميين ومنظمات دولية، تبيّن أنهم لن يحصلوا على التصاريح، قبل أن يُبلغهم مكتب منسق الاحتلال بأن سبب الرفض هو "عدم دقة في الطلب"، رغم تقديم البيانات نفسها في 13 مهمة سابقة.

وفي أكتوبر 2025، قبيل وقف إطلاق النار الثاني، كان من المفترض أن تدخل روز وفريقها غزة مجددًا، إلا أن ثلاثة منهم مُنعوا قبل يومين من السفر. وذكرت أن الحكومة البريطانية طلبت إيضاحات من الاحتلال دون تلقي رد واضح، مرجّحة أن المنع يهدف إلى تجنب اتهام الاحتلال بعرقلة المساعدات خلال مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

وأكدت روز أن الوضع الطبي في غزة يزداد سوءًا مع تدمير البنية التحتية واستمرار الصراع، مشيرة إلى نقص خطير في المستلزمات الطبية، من القساطر اللازمة لأطفال يخضعون لغسيل الكلى، إلى معدات التخدير والأدوات الجراحية التي لم يعد بالإمكان إصلاحها أو استبدالها.

وأضافت أن فرقًا طبية أخرى مُنعت من دخول المعابر بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب حملها أدوات بسيطة مثل سماعات طبية وخيوط جراحية شخصية.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد رفض الاحتلال، في الأول من ديسمبر، إجراء تقييم ميداني لإنشاء مركز رعاية أولية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.