إسرائيل" تتجسس على القاعدة الأميركية في "كريات غات"
نشر بتاريخ: 2025/12/08 (آخر تحديث: 2025/12/08 الساعة: 16:43)

تل أبيب: كشفت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر مطلعة أن عملاء إسرائيليين يتجسسون بشكل واسع النطاق على القوات الأميركية وحلفائها في القاعدة الأميركية التي أقيمت في مستوطنة "كريات غات" في جنوب فلسطين المحتلة.

وحسب المصادر، فإن قائد القاعدة الأميركية الفريق أول باتريك فرانك استدعى نظيره الإسرائيلي لعقد اجتماع معه وإبلاغه بأن عمليات التجسس هذه يجب أن تتوقف، وفق ما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية في تقرير نشرته اليوم الإثنين.

وأعرب موظفون وزوار من دول أخرى عن مخاوفهم بشأن تجسس "إسرائيل" داخل مركز مراقبة الأسلحة الكيميائية، وطُلب من بعضهم تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية جمعها واستغلالها.

ورفض الجيش الأميركي التعليق عن أنشطة المراقبة الإسرائيلية، كما رفض الجيش التعليق على طلب فرانك بوقف التجسس، مشيرًا إلى أن المحادثات داخل مركز التنسيق العسكري غير سرية.

وفي بيان له، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه "يوثق ويلخص الاجتماعات التي يحضرها من خلال البروتوكولات، كما تفعل أي منظمة مهنية من هذا النوع بطريقة شفافة ومتفق عليها".

ووصف الجيش الاتهامات له بأنه يجمع معلومات استخباراتية عن شركائه في اجتماعات يشارك فيها الجيش بشكل نشط، بأنه "ادعاء سخيف".

وأُنشئ مركز تنسيق المساعدات الإنسانية الأميركي في "كريات غات"، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنسيق المساعدات، ووضع خطط لمستقبل غزة، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب الإبادة.

وأسندت للجنود العاملين في القاعدة مهمة دعم زيادة الإمدادات الأساسية إلى غزة، كجزء من الاتفاق، بعد أن تعمدت "إسرائيل" تقييد أو منع شحنات الغذاء والدواء وغيرها من السلع الإنسانية إلى غزة، إذ أدى الحصار الشامل إلى انتشار المجاعة في القطاع.

وبعد شهرين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أصبحت واشنطن تتمتع بنفوذ كبير، لكن "تل أبيب" لا تزال تسيطر على محيط غزة وما يدخل إليها، وفق ما نقلت "غارديان" عن مسؤول أميركي.

وتقول الصحيفة إن الجنود الأميركيين كانوا راغبين في تعزيز تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن القيود الإسرائيلية على البضائع الداخلة إلى غزة تُشكّل عائقًا أكبر من التحديات الهندسية، وفي غضون أسابيع، غادر العشرات منهم.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن المناقشات في مركز التنسيق كانت أساسية في إقناع "إسرائيل" بتعديل قوائم الإمدادات الممنوع دخولها إلى غزة بزعم أنها "مزدوجة الاستخدام"، أو يمكن إعادة استخدامها لأغراض عسكرية وإنسانية.

وتشمل هذه المواد مواد أساسية مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية اللازمة لتنقية المياه، كما منعت "إسرائيل" إدخال مواد أخرى، مثل الأقلام والورق اللازمين لإعادة فتح المدارس، دون إبداء أسباب.

وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" تدعي أن وقف إطلاق النار لن ينتقل إلى المرحلة التالية قبل نزع سلاح حركة "حماس".

وأضافت أنه "ليس لدى الولايات المتحدة ولا حلفاؤها خطة لكيفية تحقيق شيء لم تتمكن القوات الإسرائيلية من تحقيقه على الرغم من عامين من الهجمات الوحشية".

وأشارت إلى أن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة كانت قد ذكرت، في وقت سابق من هذا العام، أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة، كما فعلت العديد من المنظمات الإنسانية.