نيويورك – شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الوقت قد حان لوضع حد للجمود المستمر منذ عقود، وداعية الدول الأعضاء إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وعدم الاكتفاء بتركها حبراً على ورق.

جاءت تصريحات بيربوك خلال جلسة للجمعية العامة عقدت تحت بند "قضية فلسطين"، حيث لفتت إلى أن الملف الفلسطيني يكاد يكون حاضراً على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وقالت: "على مدى 78 عاماً، حُرم الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، خاصة حقه في تقرير المصير. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الجمود الطويل."

وأشارت رئيسة الجمعية العامة إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، معتبرة أن ممارسات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية تُقوّض فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وشددت بيربوك على أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله عبر الاحتلال أو الضم أو التهجير القسري، مؤكدة أن قرارات الأمم المتحدة تشكل الإطار الأساسي لحل الدولتين. وأضافت: "إن لم تُنفذ هذه القرارات، فستظل حبراً على ورق. يجب ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة وضمان إنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم."

كما نبهت إلى استمرار سقوط الضحايا منذ بدء وقف إطلاق النار، مشيرة إلى استشهاد ما لا يقل عن 67 طفلاً خلال هذه الفترة. وأكدت ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، التزاماً بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار.

ولفتت بيربوك إلى أن الجمعية العامة ومجلس الأمن تصرفا بشكل متسق فيما يتعلق بمعايير الحل السلمي، مضيفة: "نحن نعرف تماماً ما يجب القيام به، وتحقيق السلام والاستقرار والعدالة في الشرق الأوسط يحتاج إلى الأمم المتحدة." ودعت الدول الأعضاء إلى الانخراط في هذا المسار وفق ميثاق المنظمة والوفاء بتعهداتها.

واختتمت بقولها: "حق تقرير المصير والعيش بسلام وأمن وكرامة ليس امتيازاً يُمنح، بل حق يجب حمايته."

وتستمر إسرائيل منذ عقود في احتلال الأراضي الفلسطينية وأراضٍ أخرى في سوريا ولبنان، مع رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.