مقرّبون من نتنياهو: "تعيين زامير كان خطأ ويتصرّف باستقلالية مفرطة"
نشر بتاريخ: 2025/11/26 (آخر تحديث: 2025/12/06 الساعة: 00:23)

أبدى مقربون من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، استياءهم من أداء رئيس الأركان، إيال زامير، معتبرين أن تعيينه كان "خطأ"، وأنه "يتصرف باستقلالية مفرطة ويعمل خلافًا لما وعد به".

وأشارت التقارير إلى أن الأزمة بين زامير ووزير الحرب، يسرائيل كاتس، ما زالت بعيدة عن الحل، علمًا بأن جلسة التوضيح التي دعا إليها نتنياهو كل من كاتس وزامير إلى مكتبه، أُجريت بشكل منفصل، إذ اجتمع بكل طرف على حدة.

وكان مكتب زامير يعتقد حتى ساعات ظهر اليوم أن اللقاء سيُعقد بحضور وزير الحرب، لكن تبيّن لاحقًا أن نتنياهو قرر الاجتماع بكل طرف على حدة.

وخلال اللقاء، أعرب زامير لنتنياهو عن رغبته في "طيّ الخلاف"، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أنه يتعرّض لـ"معاملة غير منصفة" من جانب كاتس، وأفادت مصادر مطّلعة أن "علاقات العمل بينهما تقلّصت إلى الحدّ الأدنى الضروري".

وأبلغ زامير رئيس حكومة الاحتلال بأنه يعمل "بشكل مهني" وأن هدفه هو "دفع الجيش إلى الأمام بعد الفشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مضيفًا أنه حدّد لنفسه مهلة حتى يوم الأحد لإجراء "محادثات حادّة" مع ضباط بارزين كانوا في مواقع مسؤولة خلال الهجوم.

وبحسب رواية زامير، فإن بيان وزير الحرب الأخير ضد تحقيقات الجيش الداخلية في إخفاقات السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والقرارات الصادرة عنه بهذا الشأن، "قوّض صلاحياته وأضرّ بصورته داخل الجيش".

نتنياهو يمتنع عن حسم خلاف زامير وكاتس

وفي الوقت ذاته، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن نتنياهو غير معني في هذه المرحلة بحسم الخلاف بين زامير وكاتس، في ظل انتخابات حزب الليكود الداخلية وما تفرضه من حسابات سياسية. كما أنه غير معني بالإدلاء بتصريحات علنية حول هذا الموضوع.

وبحسب التقرير، يسود استياء داخل مكتب نتنياهو من أداء زامير خلال الأشهر الأخيرة من الحرب على غزة، إذ يرى أن رئيس الأركان أيّد صفقات تبادل جزئية للأسرى في مراحل مختلفة، في مواقف اعتبرها "تنازلات" غير مرغوبة في هذا التوقيت.

وذكرت القناة أن نتنياهو يعتقد أن زامير خضع لضغوط ما يسميه بـ"جناح كابلان الراديكالي"، في إشارة إلى التيار الاحتجاجي المناهض للحكومة الذي ينشط في شارع كابلان منذ سنوات، ويعارض سياسات حكومة الاحتلال والسلوك الشخصي والسياسي لنتنياهو.

وفي المقابل، يستمر التوتر بين نتنياهو وكاتس، إذ يرى رئيس الحكومة أن الأخير يُخضع قرارات أمنية حساسة لاعتبارات سياسية داخلية على خلفية التنافس في انتخابات الليكود، ما يمنع نتنياهو من اتخاذ قرار حاسم في العلاقة بين زامير وكاتس.

هل يستبدل نتنياهو كاتس بساعر؟

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" مساء الثلاثاء أن نتنياهو يبحث إجراء "تبديل" في الحقائب الوزارية يشمل نقل وزير الخارجية، غدعون ساعر، إلى وزارة الحرب، في حين ينتقل وزير الطاقة، إيلي كوهين، إلى الخارجية. ووفق التقرير، سيعود وزير الحرب الحالي، كاتس، إلى وزارة الطاقة.

ويأتي هذا الطرح في سياق الأزمة المتصاعدة بين كاتس ونتنياهو، والتي تفاقمت على خلفية السجالات العلنية بين كاتس ورئيس الأركان، بحسب التقرير.

وعند تشكيل الائتلاف الحالي، اتُفق على أن يتولى كاتس وزارة الطاقة لعام واحد فقط، ثم يخلفه وزير الخارجية إيلي كوهين لمدة عامين، على أن يعود كوهين في السنة الأخيرة إلى وزارة الخارجية، بينما يعود كاتس إلى وزارة الطاقة.

غير أن التطورات السياسية قلبت هذا الترتيب، إذ انتقل كاتس من وزارة الخارجية إلى الحرب بعد إقالة يوآف غالانت على خلفية التيار المستقل عن نتنياهو الذي قاده داخل حكومة الاحتلال أثناء الحرب على غزة، بينما تولى ساعر حقيبة الخارجية.

وخلال الأيام الأخيرة، ومع اقتراب موعد تنفيذ التناوب المقرر، برزت تساؤلات داخل الوزارات حول ما إذا كان الاتفاق ما زال ساريًا، وما إذا كان ذلك يعني نقل كاتس إلى وزارة الطاقة في ظل خلافه المتصاعد مع نتنياهو.

وفي المقابل، نفى مكتب نتنياهو هذه التقارير كليًا، وقال المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال إن "الحديث عن إقالة يسرائيل كاتس واستبداله بساعر لا أساس له من الصحة"