غزة: أثارت تصريحات للسفير الأمريكي لدى الاحتلال الاسرائيلي ديفيد فريدمان، اليوم السبت، غضب الفلسطينيين، بعدما قال إن "من حق إسرائيل الحق في ضم أجزاء من الضفة الفلسطينية المحتلة، تحت السيادة الاسرائيلية".
وأضاف، أن لإسرائيل الحق في ظل ظروف معينة في الحفاظ على أجزاء من الضفة الفلسطينية المحتلة، لكن من غير المحتمل أن تضم إسرائيل سائر أراضي الضفة بكاملها.
وانتقد فريدمان، السلطة الفلسطينية لممارستها "ضغوطًا هائلة"،على رجال الأعمال الفلسطينيين، لحثهم عدم المشاركة أو التجاوب مع الورشة الأمريكية المزمع انعقادها في العاصمة البحرينية "المنامة" على حد تعبيره.
مواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي لا تكون بالكلام
من جانبه أصدر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بيانًا السبت، أكد خلاله، أن تصريحات السفير الأمريكي لدى دولة الإحتلال، ديفيد فريدمان، تفضح بعض الأبعاد الحقيقية لما يسمى بـ"صفقة القرن"، واستهدافها لما تبقى من القدس وأراضي الضفة الغربية، وقبلها حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وهي خطوة جديدة تمنح الحكومة الإسرائيلية غطاًء أمريكيًا كاملًا لتوسيع الحرب الإستيطانية، تحت غطاءٍ مضللٍ لمشروع سلام مزعوم.
وأضاف البيان: "أكد تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح مرارًا و تكرارًا، أن المشروع الأمريكي لم يعلن بعد، بل بدأ ينفذ على الأرض فعليًا ويوميًا، وأن سبل مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي لا يكون بالكلام والبيانات الجوفاء، بقدر ما يتطلبه الموقف من خطواتٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ جادةٍ ومؤثرة، وينبغي أن تبدأ بوقف كل أشكال التنسيق السري والعلني مع الإحتلال، والعمل الجاد لإنهاء حالة الإنقسام، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية عبر عملية ديمقراطية شفافة قبل فوات الأوان، وأن كل من يعطل ويعرقل ذلك لأسباب شخصية أو فصائلية؛ إنما أسهم ويسهم مباشرة وعن قصد في تنفيذ باقي حلقات مسلسل الصفقة".
على رئيس السلطة والفصائل التنازل عن بعض المطالب
من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة د. أيمن الرقب، تصريحات "سفير الولايات المتحدة الأمريكية الصهيوني ديفيد فريدمان"، حول حاجة الاحتلال لضم اراضي من الضفة الغربية، "هي هدية جديدة من أجل دفع الناخب الاسرائيلي، لانتخاب نتياهو وتياره اليميني، بعد أن أخفق في تشكيل الحكومة وذهب لحل الكنيست، والذهاب لانتخابات جديدة".
وأشار الرقب في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، بأن تصريحات فريدمان بمثابة خطوة مؤجلة لمرحلة ما بعد إعلان ما تبقى من الصفقة الأمريكية التي أعدها الثالوث الصهيوني كونشنير، غرينبيلات، فريدمان، مضيفا: لقد فشل نتنياهو في دفعهم للتعجيل بخطوة ضم أجزاء من الضفة وخاصة مناطق ( ج )، والاعتراف بها لاحقا كجزء من دولة الاحتلال كما تم من قبل حول ضم الجولان، وقد نشهد توقيعا جديدا من رئيس الولايات المتحدة ترامب، على خريطة جديدة تضاف لها اراضي من الضفة.
وأضاف الرقب، أن "هذه العصابة الصهيونية واضحة حول تصفية القضية الفلسطينية من خلال إخراج القضايا المهمة مثل القدس واللاجئين والحدود، وبعد ذلك الدعوة لمفاوضات حول حكم ذاتي متقطع الأوصال في الضفة الغربية.
وتابع: "بالطبع طالما الفلسطينيون رفضوا ذلك لن يقبل به العرب وستسقط صفقة ترامب كما سقط مشروع روجرز قبل ميلاد الكيانية الفلسطينية.
وشدد الرقب، على أن استهداف الأراضي الفلسطينية وتوسعة الاستيطان وتصريحات فريدمان، تحتاج إلى "وحدة الحال الفلسطيني المنقسم والمتشرذم".
وطالب الرقب، رئيس السلطة وقيادات الفصائل، بالتنازل عن بعض المطالب لتصليب الجبهة الداخلية قبل فوات الأوان وظروف الفراغ السياسي لدى الاحتلال تساعد على ذلك و(التاريخ يسجل ولن يرحم أحدا)".
جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي
من جانبه عقب الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على التصريحات قائلاً: "إن سفير الرئيس الأمريكي ديفيد فريدمان، يوفر إجابات، في مقابلته مع "نيويورك تايمز"، تؤكد صحة طلبنا من كل من تلقى دعوة لحضور ورشة عمل المنامة، لعدم الحضور، وأن رجال أعمال فلسطين قيمة وقامات اتخذت قرارها برفض الدعوة، بإرادة حرة.
وأضاف عريقات: إن "رؤيتهم تستند إلى حق إسرائيل في ضم الأراضي المحتلة، جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي".
ضريبة كلام
قال القيادي في حركة فتح سفيان أبوزايدة، إن كلمات الاستغراب والشجب والاستنكار لتصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، هي مجرد "ضريبة كلام".
وكتب "أبوزايدة" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تصريحات السفير الأمريكي المتطرف فريدمان حول ضم أجزاء من الضفة الغربية ليس أمرًا شاذًا أو غريب فهو ما يحدث على أرض الواقع وتمارسه الحكومة اليمينية في إسرائيل.. الاستغراب والشجب والاستنكار هو مجرد ضريبة كلام" .
تصريحات وقحة لا قيمة لها
الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، وصف تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل حول حق اسرائيل في ضم أراض فلسطينية محتلة، وضد قيام دولة فلسطينية مستقلة بـ"وقحة ولا قيمة لها وتمثل تعديا سافرا على القانون الدولي".
وأضاف البرغوثي، في بيان له وصل لـ"الكوفية" نسخة منه "هذه التصريحات لم تفاجئ أحدا ففريدمان يعمل منذ مدة ناطقا رسميا لدى نتنياهو والمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، وتصريحاته تفضح زيف ادعاءات فريق ما يسمى "بصفقة القرن" التي يرفضها الفلسطينيون ويجب أن (ترفضها كل الدول العربية ودول العالم)".
شيك على بياض
وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب: تصريحات السفير الامريكي فريدمان المرفوضة حول حق دولة الاحتلال بضم أجزاء من الضفة الفلسطينية تعكس إصرار إدارة ترامب وفريقه على إحياء صفقة القرن المتهاوية، وهي شيك أمريكي على بياض ليستخدمه نتنياهو في الانتخابات القادمة خاصة بعد فشله في تشكيل حكومة لولاية خامسة.
تنسف مبدأ الأرض مقابل السلام
من جانبه اعتبر القيادي في حزب الشعب د.وجيه أبو ظريفة، تصريحات السفير فريدمان، بأنها "تنسف أساس العملية السلمية القائمة علي مبدأ الأرض مقابل السلام، وتعني تبنى الإدارة الأمريكية للمواقف اليمينية الصهيونية والتى تنهي حل الدولتين وتمهد الطريق أمام قيام دولة الاحتلال بضم الضفة الغربية باكملها، مما يهدد وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.
وأضاف في تصريحات لـ"الكوفية" أن "هذه التصريحات الخطيرة، تعنى تحويل الصراع إلي صراع ديني، بعد غياب أية حلول سياسية مما يهدد الأمن والسلم الدوليين، وسيدفع الجميع ثمن هذا الدعم غير المسبوق للاحتلال وتحدي لكافة قرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي".
الشعبية تدعو للتعامل مع فريدمان كمستوطن مجرم
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تصريحات السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان، التي تتحدث عن حق الكيان بضم أجزاء من مناطق الضفة الغربيّة، تصريحات عدائية تتطابق مع تصريحات المستوطنين الصهاينة.
وقالت الشعبية في تصريحٍ صحفي، يوم السبت، إن "تصريحات فريدمان تأكيدٌ إضافي على السياسة الأمريكية الشريكة لهذا الكيان في احتلاله لأرضنا، ودعمه بإقامة المزيد من المستوطنات عليها، وفي تشجيعه بالتنكر وعدم الاستجابة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضافت الجبهة أنه أمام هذه السياسة الأمريكية التي لم تتوقف عن دعم الاحتلال، وتقديم الهدايا له من أرضنا وحقوقنا، بات من المهم الاتفاق على سياسة وطنية فلسطينية موحدة تتعامل مع الإدارة الأمريكية وممثليها على مختلف المستويات بصفتها عدوٌ لشعبنا.
كما دعت الجبهة الشعبية، الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية إلى اتخاذ خطوات عملية من السياسات الأمريكية الشريكة للاحتلال، ودعوة مملكة البحرين بإلغاء استضافتها للورشة الاقتصاديّة التي ستعقد أواخر هذا الشهر، والتي يراد لها توفير الدعم لاستمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأن تكون محطة من محطات تصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية بتسهيلات عربيّة، وبشهود من بعض حكام العرب.
في هذا السياق، جدّدت الجبهة دعوتها إلى الجميع بمقاطعة هذه الورشة ومحاصرة نتائجها، كما توجّهت بالتحية لكل من رفض الاستجابة لدعوة المشاركة فيها من بلدان عربية، ومن شخصيات وفعاليات اقتصادية عربيًا وفلسطينيُا.
تحدي سافر للشعية الدولية يتطلب انهاء الانقسام
ذكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن «تصريحات سفير ترامب في دولة الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان حول «حق حكومة الاحتلال في ضم جزء من أراضي الضفة»، تشكل استفزازاً للشعب الفلسطيني واعتداءاً سافراً على حقوقه الوطنية والقومية، بما فيه حقه في استرداد كل شبر من أرضه المحتلة بعدوان 4 حزيران (يونيو) 1967 في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة».
وأضافت الجبهة أن «تصريحات فريدمان تشكل انحيازاً أميركيًا أعمى لجانب دولة الاحتلال وتحدياً سافراً لقرارات الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي الذي أكد في قرار مجلس الأمن 242 ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في عدوان 67، وتحدياً مماثلاً لقرار مجلس الأمن 2334 الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة باعتبارها أراضي محتلة تعود سيادتها وملكيتها للشعب الفلسطيني، كما تعد تصريحاته انتهاكاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 67/19 الذي اعترف بالعضوية المراقبة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194».
ودعت الجبهة الأمم المتحدة للوقوف وقفة جادة للدفاع عن قراراتها في إدارة العلاقات بين الدول على أسس أقرتها قرارات الشرعية الدولية.
كما دعت الجبهة القيادة الرسمية الفلسطينية إلى ترجمة الرفض اللفظي والكلامي لصفقة ترامب وورشة المنامة بخطوات عملية في الميدان، بنقل القضية والحقوق الوطنية فوراً لمجلس الأمن والأمم المتحدة، والدعوة لمؤتمر دولي تحت سقف الأمم المتحدة وبموجب قراراتها وبسقف زمني محدد برعاية مباشرة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بما يكفل لشعبنا الخلاص من الاحتلال والاستيطان.
كما دعت الجبهة حركتي فتح وحماس للشروع الفوري في خطوات إسقاط الانقسام وانجاز الوحدة الداخلية على أسس الشراكة الوطنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة انتقالية تحضر لانتخابات شاملة، رئاسية والمجلسين التشريعي والوطني وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.
وختمت الجبهة بيانها، بالتأكيد على أن الرد على تصريحات فريدمان تتطلب تطبيق قرارات المجلس الوطني (30/4/2018) المعطوف على قرارات المجلسين المركزيين (2015+2018) واعتماد إستراتيجية وطنية بديلة، إستراتيجية «الخروج من أوسلو» بطي صفحة اتفاق أوسلو الفاسد وإعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال بما فيها وقف التنسيق الأمني ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي وسحب سجلي السكان والأراضي من الإدارة المدنية الإسرائيلية ووقف العمل بالشيكل الإسرائيلي وتفعيل مقاطعة البضائع الإسرائيلية وبضائع المستوطنات.
صفقة القرن في مراحلها الأخيرة
من جانبها، قالت الكاتبة تمارا حداد، لـ "الكوفية"، إن مقولة فريدمان تتطابق مع مشروع حزب الليكود اليميني، الذي يتمثل في لا لدولة فلسطينية، ولا لوقف الاستيطان ومع ضم الضفة الغربية والقدس للسيادة الإسرائيلية، ولا لعودة اللاجئين، ومع التهجير القسري او الطوعي للفلسطينيين.
وأضافت:" ما يشير اليه فريدمان خطير للغاية وهذا يعني نحن في المراحل الأخيرة لصفقة القرن وهي ضم الضفة الغربية".
وتابعت:" فريدمان تطاول باحاديثه على الشعب الفلسطيني وتجرأ لان القيادة الفلسطينية افقدت ثقة العالم فينا وبحقنا في التحرر من الاحتلال، وحقنا بارضنا"، لافتة إلى أن تطاول فريدمان جاء لانه وجد ان القيادة الفلسطينية فشلت في مأسسة مؤسسات نزيهة وشفافة بل اسست نظام فاسد ومترهل من كافة الجوانب الصحية والتعليمية، ومؤسسات ووزارات مفرغة من المشروع الوطني التحرري، وقامت بقضم حقوق المواطنين، فذهب المشروع التحرري ما بين بناء مؤسساتي مترهل ومشروع وطني انتهى بسبب انتهاء الوحدة الوطنية بين فتح وحماس.
وأوضحت:" وصلت المناكفات الفلسطينية إلى كل الدول وتيقنت أن سبب دمار القضية الفلسطينية هو بأيدي فلسطينية وليست بأيدي الغير".
وشددت "حداد" في حديثها لـ "الكوفية"، قائلة:" إذا لم نتوحد قبل فوات الآوان فإن الجميع سيتجرأ علينا وسيتطاول ويهمش القضية الفلسطينية ويسعى إلى ضم الضفة الغربية، ولا أرض للفلسطينيين ولا ثوابت تثبت حقنا، ونصبح مشتتين بلا مأوى ولا وطن".
سقط القناع وانكشف الوجه القبيح وبات كل شيء عما يسمى "صفقة القرن" معلوم للجميع، فالحقيقة التي لا جدال فيها أن المحتل الإسرائيلي ومن ورائه "أمريكا ترامب" لا يريدان لنا العيش هنا على أرضنا، مستندين إلى حالة الانقسام والتشرذم التي نعاني منها، والتي أصبحت السبب الحقيقي لكل مآسينا، فهل سيبقى الحال الفلسطيني كما هو، أم سنتوحد لإفشال صفقة ترامب؟ الوقت ليس في صالح أحد سوى المحتل.