بما ان ايران احد اطراف الجوار العربي ولها دور فاعل كقوه اقليميه في المنطقه ، وعلى امتداد الحقب التاريخيه المتلاحقه كان يحسب لها الف حساب نتيجه ابعاد عده اهمها البعد الجغرافي والبعد التاريخي اي بعدي المكان والزمان .
ايران كقوه قوميه ناهضه بالجوار العربي هناك عده عوامل ساهمت في تشكل الشخصيه القوميه الايرانيه(الفارسيه) وجميعها تلازمت في التشكيل الابرز ، الذي يقوم على استمرار للتاريخ القومي الفارسي القديم ، واهم هذه السمات استمرار للنزعه الامبرطوريه الفارسيه التوسعيه ،وهي نزعه تشكلت من خلال التاريخ الفارسي برمته ، حيث الحفاظ على حدود متميزه للدوله جعلها باستمرار عرضه للتفكك الداخلي ناتج عن النزاعات بين العنصر الفارسي وباقي الاقليات ، وانكشافها امام التدخل الخارجي عسكريا وثقافيا ، وعليه فان الحفاظ على الدوله ذاتها ظل مرتبطا باستمرار التوسع الخارجي ، وهي صفه وصفها الكاتب الايراني (رمزاني) ايران تمثل نوعا من القوميه العدوانيه الناجمه عن ميول لعدم التكيف في الشخصيه القوميه الايرانيه ،مما يجعلها تميل الى اتخاذ دور الهيمنه في المنطقه التي تعيش فيها وبالذات منطقه الخليج وتضع القوميتين العربيه والايرانيه في طريق التصادم .
اذا كانت نزعه الامبراطوريه في عهد الشاه تستند الى التاريخ الفارسي قبل الاسلام ، ففي الثوره الاسلاميه في اوسع معانيها ايدولوجيا عابره للقوميات مستنده بذالك على الدين الاسلامي ، وفي اضيق معانيها ايدولوجيا شيعيه عابره للقوميات لرعايه المصالح الشيعيه اينما وجدوا عبوراً يتعدى الحدود الجغرافيه والثقافيه للجوار الاقليمي وغير الاقليمي .
وفق هذه الرؤيا تبحث ايران عن دور لها في الشرق الاوسط الجديد ،وقبل الحديث عن الشرق الاوسط ينبغي البحث عن تحديد هويه الشرق الاوسط نفسه . واذا ما توصلنا الى تحديد ما يمكننا القول ان هناك طرحين شديدي الاختلاف والتناقض يتنازعان تحديد تلك الهويه لهذا الشرق المسمى اوسط .
الطرح الاول- طرح امريكي يروج الى شرق اوسط جديد خاضع كليا لاسرائيل وبالتالي تنتفي فيه روح المقاومه اكانت عن طريق الدول او الشعوب ، حيث يصار الى تفكيك الدول واعاده هيكلتها على اسس مذهبيه واثنيه لضمان امن اسرائيل وضمان تدفق النفط العربي الى الاسواق العالميه بارخص الاسعار على ان يكون في مرحله لاحقه ايجاد صيغه للتزاوج بين ثروه الخليج مع التكنلوجيا الاسرائليه بحمايه و اداره امريكيه .
الطرح الاخر - طرح ايراني على اساس ان الشرق الاوسط يجب ان يكون خالى من الايدولوجيا الصهيونيه والنفوذ الامريكي كمرحله اولى تسبق زوال دوله اسرائيل ،والشرق الاوسط الاوسط من المنظور الايراني شرق اوسط اسلامي تكون ايران فيه هي الركيزه الاساس وعلى هذا الاساس عملت ايران على تشكيل محور الممانعه او المقاومه الذي يضم ايران وسوريا وحزب الله والحوثي والحشد الشعبي العراقي كقوه تقوده ايران في معارضه امريكا واسرائيل في المنطقه
سجال يدور حول الشرق الاوسط وفي كلا الطرحين لا احد يعنيه النظام العربي ويتعين عليه الاستسلام لهذا الطرح او ذاك مقابل احتفاظ تلك الدول بحدودها السياسيه الراهنه .
ايران دوله جاره لها مساهمات كبيره في تاريخ المنطقه بحكم الجغرافيا السياسيه والجغرافيا فرض وقدر ، اسرائيل كيان طارئ وستظل العدو الاساسي للعرب من زاويتين الامنيه والاستراتيجيه وربما الثقافيه والحضاريه ،ينبغي علينا كعرب اعاده تقيم رهاناتنا بحكم شبكه العلاقات التاريخيه والجغرافيه والذهبيه والاجتماعيه في خدمه المشروع العربي