بالصور.. متجر لصديقان يجددان نسخ «القرآن الكريم» ويوزعانها بالمجان في غزة
نشر بتاريخ: 2023/08/31 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 18:16)

غزة: وسط أحد الأسواق الشعبية في مدينة غزة، يجلس الفلسطيني رأفت جبر (66 عاماً) برفقة صديقه رجب سلمان (65 عاماً) داخل محل متواضع، لتجديد نسخ المصاحف القديمة، وتوزيعها بشكل مجاني.

يقول جبر، إن فكرة افتتاح محل متخصص لتجديد المصاحف القديمة، جاءت بعد ملاحظة الكميات الكبيرة من أوراق القرآن القديمة التي يتم التخلص منها بشكل غير صحيح.

وتابع، أنه "يحصل على المصاحف القديمة من خلال وضع الصناديق على أبواب المساجد في مدينة غزة، ليتم جمعهم وإعادة ترميمهم من جديد بالتعاون مع بلدية غزة التي وفرت لهما المعدات اللازمة للعمل".

وأضاف، أن "العديد من الأشخاص أصبحوا يأتون لتجديد مصاحفهم الخاصة، وآخرون يأتون للحصول على مصحف جديد. وبيّن جبر أن العمل في تجديد المصاحف، يحتاج إلى دقة كبيرة للتأكد من عدم وجود أي نقص في الصفحات، وأدوات بسيطة تتمثل في الغِراء والقماش"، منوهاً إلى استخدامهم أجود أنواع القماش لضمان الحفاظ على "القرآن الكريم".

ولفت إلى أنه اختار سوق "الشيخ رضوان" الشعبي تحديداً موقعاً للمحل، ليسهل على الجميع الوصول إليه، وتجديد مصاحفهم دون أي تكاليف مادية سواء في المواصلات أو التجديد بالمكاتب التجارية.

 وذكر أن المحل يحتوي على أعداد كبيرة من المصاحف التي تم تجديدها، خاصة بعد انتهاء العطلة الصيفية التي يتم استغلالها في حفظ القرآن الكريم.

 ويأمل جبر أن يتم توسيع المكان، ليصبح مصنعاً متخصصاً في تجديد المصاحف من جميع محافظات قطاع غزة، لضمان التعامل السليم مع المصاحف القديمة.

ومن جانبه، يقول شريكه في هذا العمل التطوعي رجب سلمان، إنه تفرغ للأعمال الخيرية بشكل كامل بعد بلوغه سن التقاعد، للاستفادة من أوقات الفراغ واستثمارها في نيل الأجر والثواب.

 وبيّن سلمان أنه كان يعمل سابقاً في إصلاح المصاحف القديمة داخل المساجد، وبعد فكرة افتتاح محل مختص لذات العمل، سخر وقته في المكان لتجديد أكبر عدد ممكن من المصاحف يومياً.

وتابع أنه صمّم بصمة خاصة فيه، لكل مصحف قام بتجديده، ليرتبط به معنوياً، من خلال استخدام قماشة سوداء اللون ومقوية، لضمان الحفاظ على المصاحف لفترات طويلة. وأشار إلى أنه يقضي أغلب أوقاته داخل المحل المتواضع، فلا يخرج منه إلا في أوقات الصلاة، ليعود إليه مجدداً دون أي كلل أو ملل.

 وختم سلمان حديثه بالتنويه إلى أهمية نشر مبادرات تجديد القرآن، لضمان الحفاظ عليه وعدم التخلص من النسخ القديمة، بطرق غير صحيحة.