تساؤلات مشروعة
نشر بتاريخ: 2021/08/20 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 19:46)

كان الإنسان الفلسطيني يعتز بثقافته و ديمقراطيته المولودة من رحم الوطن والنضال على امتداد الثورة الفلسطينية ويتفاخر بها بين سائر شعوب المنطقة.

رغم الاختلاف الأيديولوجي للحركات التحررية المنطوية تحت النسيج الاجتماعي الفلسطيني، تأخذنا تذكرة السفر الوطني للعبور نحو بيروت وغابة البنادق ومقولة الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمه الله، " نختلف ونسير جنباً إلى جنب".

أين ماسبق من مقولة الشهيد الرئيس " ياسر عرفات " ونحن نعيش في ظل ما نعيشه اليوم من وقع مرير عنوانه الانقسام والتشرذم والتفرقة ، التي أصبحت للأسف واقعاً فلسطينياً ثقيل الظل والدم ، وكأن التخلص منه عدم.

أﻻ يدرك ساسة الوطن ومسؤوليه أننا أصبحنا نشعر بالخجل الشديد ، ونتمني لو أن اﻷرض قد ابتلعتنا عندما يسألنا البعض من أصدقاء شعبنا عن سبب الانقسام واستمراره، ولماذا لا يتم دفنه وإعلان وفاته ، ونفشل فشلا ذريعا في إيجاد ابسط الإجابات عن تلك التساؤلات المنطقية والمشروعة. أين تلك الديمقراطية التي نفتخر بها.؟ ، وماذا فعلنا للحفاظ على هويتها الوطنية والنضالية وتضحيات رموزها العظماء من شهداء و قادة وأبطال وأدباء وشعراء ومُفكرين أفنوا أعمارهم وضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل عدالة القضية التي عنوانها فلسطين.؟ للاسف الشديد لقد تلاشت كل الأشياء الوطنية الجميلة واندثرت جراء الانقسام والتجذر في وحل الانهزام.

بكل حسرة ومرارة الانقسام الأسود هو النكبة الحقيقية للقضية الفلسطينية ، بدليل معطيات الواقع ومجريات الأحداث وما وصلنا إليه من واقع مأزوم ومهزوم. الا يكفى ستة عشر عامآ من الانقسام و العذاب و الدمار و الضياع ؟؟؟ سنوات التعذيب لشعبنا تمضي بسبب الانقسام الفلسطيني، وما زال الفرقاء الفلسطينيون في أماكنهم يراوحون، وبشروطهم يتمسكون، وبمواقفهم يتشددون، وكأنهم لا يعرفون قدر القضية التي يحملون، ولا مكانتها بين الأمم والشعوب، ولا يدركون حجم ما قدمه شعبهم والأمة من تضحيات في سبيلها، وما بذلوا من دماء وتضحيات من أجلها، أو كأنهم لا يشعرون بما يدور حولهم، ولا بما يحاك ضدهم .

ودون مراعاة لحالة الناس و معاناة الشعب وضيق الحصار و شظف الحال ان المواطن الذي قبل بالقليل، وتحمل الكثير املأ في انفراج قريب بات يدرك حد اليقين بأن الوعود والشعارات التي أغدقها البعض من مسؤولينا، لم تكن إلا من باب الدعاية والكسب على حساب استمرار جوع وفقر ومرض آلاف المواطنين واستمرار معاناتهم، ويتزايد لدى الكثير الإدراك بأن بقاء الحال من المحال لذا تتصاعد الدعوات الى التغيير والمطالبة بهجر السياسات والمواقف المتشنجة بين هذا وذاك والتي قادتنا الى ما نحن عليه، سياسة المحاصصات الفصائلية والحزبية المقيتة .

متناسيين ان هناك شعب يدرك مصالحه ويميز الخطأ من الصواب هناك طرفين فلسطينيين مسؤولين عن استمرار حالة الانقسام وتجاوزا فيها الخطوط الحمراء .

شروط المصالحة الوطنية ليست صعبة ولا مستحيلة، بل هي ممكنة وسهلة، ويمكن الوصول إليها بسهولة، شرط الصدق والجدية وحسن النوايا. و إعادة النظر بمسيرة بناء الثقة والمصداقية بين الأطراف المتنازعة من جهة و بين الجماهير والمسئولين والحكومات من جهة أخرى ، فالحكومات زائلة والمسؤولين زائلين والجماهير والوطن باقيين ما بقت الأمم، فهي من وافقت عليهم واختارتهم وقادره على استبدالهم وفي أية لحظة، فخدمة الجماهير هو شرف لكل مسئول وقائد وصاحب قرار، وليس منة منهم فعليهم تلمس معاناتهم الذي هو اولا وأخيرا واجب عليهم، و مهمة وواجب الحكومة والمسؤولين خدمة الجماهير و ليس لن يكونوا نقمة عليهم و الجماهير التى منحت الثقة للمسؤولين لممارسة الحكم هى صاحبة الحق بسحب الثقة منهم و بوصلة الجماهير لا تخطئ أبدا فدروس التاريخ كثيرة وحاضرة وعلى الجميع الاستفادة منها قبل ان ينفجر البركان في أية لحظة.

الحل ... يمكن الحل الذي ليس بالمعجزة ولا يحتاج إلى عصا سحرية بل يحتاج إلى همة وقدرة وطنية وحدوية، من خلال العودة للشعب وإجراء الانتخابات الشاملة دون قيد أو شرط، وتغليب مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع، وتعزيز صمود المواطن فوق أرضه المحتلة ، والدفاع عنه والحفاظ على مقدراته وإنجازاته ، وإعطاء اﻷمل للشباب، والاتحاد الوطني الجماعي لمواجهة الاحتلال على طريق حرية والاستقلال.