غزة - عمرو طبش: عاش محمود المدهون "30 عاماً" في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ساعات من الفرح بقدوم مولوده الجديد، الذي كان متشوقاً لرؤيته، ولكن غدر الاحتلال الإسرائيلي أفسد فرحته، وحولها إلى مأساة ومعاناة لازمت زوجته وأبناءه الثلاثة مدى الحياة.
بدأت الحكاية المؤلمة، عندما "ذهب محمود إلى بيته مسرعاً كي يجلب ملابس مولوده الجديد، ولكن في فور وصوله باب منزله حدث ما لم يكن في الحسبان قبل أن يكمل فرحته ،استشعر أن شيئًا ما سيحدث، فراح يخطو ببطء يقدم ساقًا ويؤخر أخرى، وفجأة تناهت إلى مسامعه أصوات القصف والانفجارات التي انهالت على المنطقة، وتسللت شظية من إلى جمجمته ليسقط ارضًا غارقًا في دمائه، وبعد 3 أيام في المستشفى صعدت روحه إلى بارئها ليرتقي شهيدًا.

قالت زوجته آلاء المدهون لـ"الكوفية"، "في أول أيام العدوان على غزة كنت في كشك الولادة، والحمد لله ولدت طفلا وروحت على البيت بعد إجراء عملية الولادة، ولكن ثاني يوم ابني تعب فاضطر زوجي يذهب به إلى المستشفى وتم تسجيل دخول بيات لابني وطلع معاه صفار في الوجه، وبعد مكوثه ليلة واحدة في المشفى، اتصلوا بالشهيد محمود وطلبوا منه الحضور لتسلم الطفل حيث أنه تعافى من الصفراء، فجاء زوجي جابلي ابني على بيت أهلي، وقعد له شوية يلاعب ويداعب بابنه، فطلبت من يجيب لي أواعي ابني من بيتنا في منطقة بيت لاهيا".
وأوضحت المدهون أن زوجها محمود كانت تظهر عليه مشاعر الفرحة والسعادة، بقدوم هذا الطفل، مضيفةً أنه قام بتصوير ابنه وذهب ليعرض صوره لأشقائه وأقاربه، باصطحاب ابتسامته التي لم تفارقه أبداً.
وأكملت، أنه فور وصول زوجها باب البيت، فوجئ بقصف إسرائيلي فأصيب بشظية اخترق رأسه، أدت إلى سقوطه على الأرض، وتم نقله للمستشفى وأعلن استشهاده بعد ثلاثة أيام متأثرًا بجروحه"، مضيفة "بغمضة عين راح.. الاحتلال سرق فرحتنا وسعادتنا".
وقالت، والدموع تنهمر من عينيها، "زوجي احتضن صواريخ الاحتلال بدال ما يحتضن ابنه، في ثواني انقلبت الفرحة لتعاسة، حاجة مش قادرة أتصورها ولا قادرة أدخلها بمخي ولا أستوعبها، بساعة وحدة صارت الفرحة مأساة وحزن".

واستطردت المدهون، "لما كان معنا زوجنا كنا مبسوطين وسعداء، كان في عنا أحلام وطموحات في حياتنا، ولكن للأسف دمرت كليا، زوجي ترك فراغ كبير في حياتنا، ولادي دايما بيسألوني على أبوهم، وبدهم يكلموا أبوهم، ولكن أنا مش عارفة إيش بدي أقول لهم".
وأكدت، أنها بعد رحيل زوجها دون استئذان، أصبحت يتيمة هي وأبناؤها الثلاثة، موضحةً "بحلم كل يوم أنه زوجي في أي لحظة، أن باب البيت بده يدق ويجي محمود".

خاص بالفيديو|| ذهب ليحضر ملابس لمولوده.. فارتقى شهيدا برصاص الاحتلال
نشر بتاريخ: 2021/06/06
(آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 06:39)