متابعات: تدور أحداث رواية ”في انتظار الحلم الآتي“ الصادرة حديثا للكاتب الجزائري علي فضيل العربي، حول تسارع الأحداث في الآونة الأخيرة وتغير أسلوب الحياة في ظل أزمة جائحة كوفيد-19.
في الرواية يحرم الحجر الصحي الحبيبين سامي ونوارة من التواصل الحقيقي وممارسة حياتهما بشكل طبيعي، لترصد الرواية تبعات الأزمة على طرق العيش المعاصرة.
وتركز الرواية على المكان كحامل للحبكة فنتردد على مدينة الجزائر العاصمة ومدينة بليدة، إذ تلعب الجغرافيا دورا في تشكيل ماهية الشخصيات.
ويتسبب البعد في لجوء الحبيبين إلى الشبكة العنكبوتية، لتتحول اللحظات الحميمية إلى مجرد رسائل باهتة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتحول الرسائل الإلكترونية المتبادلة من الهم الشخصي وتبادل الأشواق إلى منصة لبث الآراء في الأوضاع الراهنة، ووصف الأحوال الاقتصادية والاجتماعية التي فرضت نفسها دون سابق إنذار.
ومع تتالي الأحداث تشهد طريقة تفكير الحبيبين تحولا ملموسا، وكأن أيام الفراق تحولت إلى سنين طويلة، شاخت أمامها الأفكار والأحلام والرؤى، فيتصاعد حوار الرسائل من هم فردي إلى جمعي يحتضن مآسي البلد.
وأمام ازدياد شراسة الهجمة وتفشي الفيروس حول العالم، تتوسع دائرة انتماء بطلي الرواية، فالوجع بات عالميا، لتعكس الرسائل الانتماء الجديد العابر للحدود والقارات واللغات والأديان والآيديولوجيا، وتأخذ الرواية بعدا إنسانيا رحبا.
وعلى الرغم من تتالي المآسي وتضييق الخناق، ينتصر الراوي لإرادة الحياة والتحدي، ليركز على الجانب النفسي، معليا شأن التوازن والتصدي للاستحقاق بجدارة تؤدي في المحصلة إلى الخروج بأقل الخسائر، مع الحفاظ على إنسانيتنا.
يقول الكاتب: ”سيخرج أطفال مدينتينا الساحرتين، وأطفال ووهان وطهران وروما ونابولي ومدريد وباريس ونيويورك قريبا إلى الحدائق والساحات والمتنزهات. آه، ما أروع المدن الجميلة التي يسكنها الأطفال بملابس العيد، بألعابهم، بضجيجهم، بضحكاتهم الملائكية، بقفزاتهم، بشقاوتهم! ما أبشع منظرها دونهم!“.
واتخذ الكاتب من العنوان عتبة للدخول إلى النص مرمزا به لمستقبل مشرق في كنف التعاون والسلام بين شعوب المعمورة.
"إرم"